الجمعة، ٢١ ربيع الآخر ١٤٣٠ هـ

حوار مع مناضل تلاميذي بثانوية السلام التأهيلية بايمي أوكادير

شكل تطبيق المخطط الطبقي الهادف إلى تسليع خدمة التعليم سببا كافيا لتأزم وضعية التعليم ببلادنا، فقد شرع النظام في تقليص الميزانية الموجهة لقطاع التعليم استجابة لإملاءات الإمبريالية دوائر المال العالمية وتمهيدا لخوصصة القطاع ومؤسساته ما خلق وضعا يزداد كارثية مع توالي المواسم الدراسية.

تتجلى مظاهره في الغالب في تقص حاد في أطر وهيئة التدريس ، غياب التجهيزات الأساسية في الثانويات والمدارس والجامعات مع تزايد أفواج الملتحقين بهذه المؤسسات يشكل الاكتظاظ في الأقسام بما فيها الداخلية احدى روافد الرد التلاميذي ، وفيما يلي حوار أجريناه مع مناضل تلاميذي بثانوية السلام بايمي أوكادير الواقعة باقليم طاطا رأينا في تجربة نضالهم عنوانا بارزا لديمقراطية معاركهم مما جعله تستأثر باستجابة ثلاميذية جماهيرية قل نظيرها حتى في بعض المواقع الأكثر تقدما بمافيها الجامعية.
س1) ماهي ظروف دراستكم بثانوية السلام؟
ندرس في شروط لا تسمح بالسير العادي للدراسة ،فالثانوية تحتوي على سبع حجرات وهناك قاعة للأساتذة حولوها حجرة للدرس، مع قلة القاعات هناك مشكل الاكتضاض طبعا تغيب معه المراحيض و شبكة الربط بالمياه والصرف ، ضعف تجهيزات المختبر خصوصا العلمية ،،ونفس الشيئ بالنسبة للفضاءات الرياضية وهو ما سينعكس ولا شك على مستقبل الثلاميذ الدراسي خصوصا بالنسبة لثلامسذ السنة الثانية باكالوريا في غياب بعض المواد الأساسية كالاعلاميات و الترجمة للعلميين ،لذلك قمنا بصياغة ملف مطلبي يضم أربع نقاط اعتبرناها أساسية وهي بالترتيب :
- ربط الثانوية بالماء الصالح للشرب
اصلاح جميع المراحيض و فتحها
- تجهيز المختبر.
- اصلاح الملاعب و توفير المستلزمات الرياضية.
س2) ماهوسياق معركتكم ؟وفي أية ظروف انطلقت ؟وكيف تم الاستعداد لها؟
بدأـ المعركة في25 دجنبر 2008_أول وقفة احتجاجية دامت 10 دقائق_ لمدة أسبوع تخللتها أشكال تضامنية مع غزة وأشكال احتجاجية مرفوقة بانذارات و شارات حمراء...بعد ذلك و في الأسبوع الأول من يناير بدأنا بمقاطعة الدروس بدءا بساعة..ساعتين..ثلاث ساعات ، وللاشارة فقبل بداية المعركة أجرينا حوارا مع جمعية الآباء وأصدرنا بيانين متثاليين الأول يوضح وضعيتنا كثلاميذ من داخل ثانويتنا واستعدادنا للدخول في المعركة ، وفي ما بين الشهرين يناير و 3قبراير لم نجد آذانا صاغية فقد تعامل الكل مع نضالاتنا بسياسة الأذن الصماء بما في ذلك جمعية الآباء ، النيابة... منذ 3 فبراير بدأنا في التصعيد كمقاطعة الدروس من 4 الى 6 ساعات في اليوم وفي 9 فبراير خضنا اضرابا مفتوحا منذ الساعة الثامنة صباحا تخللتها مسيرة جابت مركز فم الحصن حضرها 500 تلميذ من أصل 516 تلميذا يدرسون في الثانوية منهم من ينحذرون من المناطق المجاورة لفم الحصن كتامنارت و اكيواز..انظم اليها مناضلي الجمعية الوطنية ح ش م م وبعض الطلبة و تلاميذ الاعدادية ،بعد هذا الشكل أستدعينا الى اجراء حوار مع المجلس البلدي حضره الباشا ، قائد الدرك و المدير على الساعة 12 زوالا ، حيث استغرق الحوار نصف ساعة ، ومن نثائج الحوار :
إعطاء وعود للثلاميذ بتزويد الثانوية بالماء خلال أواخر شهر مارس وسيناقشونها في دورة فبراير للمجلس يوم 26 هذا بالنسبة للمطالب التي تخص البلدية أ/ا النقاط الأخرى في الملف كالتجهيزات فقد وعدنا المدير بتوفيرها بشكل تدريجي وشكلنا لجنة لمتابعة و مراقبة هذه العملية.
بعد هذه الوعود علقنا المعركة احتراما للوعد مع الالتزام بخوض وقفة احتجاجية بشكل أسبوعي ( كل يوم خميس) في فثرة الاستراحة وبعدها نواصل الدراسة .
وبعد أن اقترب نهاية الوعد وعندما استعددنا لمواصلة أشكال التصعيد نظرا لغياب أدنى المؤشرات للتعاطي المسؤول مع مطالبنا ووعودهم ( يوم الجمعة 13 مارس)واجه المدير 15 تلميذا من لجنة التنظيم باستدعاءات لأولياء الأمور مرفوقة بتهديدات من قبيل التهديد بمغادرة الثانوية و توقيع الالتزامات و "بسوء المصير" ..الخ في حالة عدم وقف الأشكال النضالية واتهم هؤلاء بالشغب وتحريض التلاميذ على وقف الدراسة وعرقلتها . ورغم ذلك فقد واصلنا النضال و انطلقت التعبئة من جديد يوم 17 مارس في صفوف التلاميذ وخضنا مسيرة انطلقت على الساعة السادسة مساء من الثانوية باتجاه البلدية .
س3) كيف تقررون في الأشكال النضالية ؟
اعتمدنا مبدأ الديمقراطية منذ البداية فقد حرؤصنا على حضور أغلب التلاميذ عند التقرير في أي شكل سنخوضه ، اذ ندعو الى جموعات عامة داخل الثانوي و استغلال احدى الحجرات لهذا الغرض ابان المعركة لكن نضطر عند حدوث أي مستجد لعقد اجتماعات ليلية و رغم كونها ليلية فانها تشهد حضور أزيد من 100 تلميذ و تلميذة ,هناك تنظيمات ذاتية تنبع من هذه الجموعات كلجنة التنظيم تظم 40 تلميذ و تلميذة تظم اللجان التالية : لجنة الحوار 04 تلاميذ ، لجنة الشعارات 08 تلاميذ و تلميذة ، لجنة اليقظة 10تلاميذ وتلميذة ويقتصر مهامها عند ظهور أي طارئ وليست هناك امكانية عقد اجتماع موسع او جمع عام فانها تقرر أي شكل سيتم خوضه وتلتزم باخبار كل التلاميذ به.
س4) كيف تعاملت الاطارات مع معارككم ؟
عند بداية المعركة أرادت جمعية الآباء ازالة المسئولية عن عاتقها و تبين أنها عملت عى متابعة اشكالات الثلاميذ فقد دعت هذه الأخيرة الى اجتماع للاطارات الجمعوية وبعض الأحزاب / نوقشت فيه وضعية الثانوية ، مشكل الماء و الاكتضاض خرجت بصياغة بيان و قعته 12 اطارا ، وتنظيم وقفة أمام باب الثانوية عوض أماكن تمركز السكان بدوار امي أوكادير مثلا ( تقع الثانوية في مكان معزول عن السكان) ، سجل فيها غياب حتى جمعية الآباء نفسها وهي لداعية للاجتماع !!!
وتشكيل لجنة سميت تقصي الحقائق قامت بتصوير بعض الشقوق الظاهرة في جدران الثانوية . عموما لم يكن تدخل هذه الاطارات سوى شكليا ولم تحضر هذه الا طارات أي شكل من أشكالنا النضالية باستثناء الجمعية الوطنية لح ش م م وبعض الطلبة المتواجدون في المنطقة ابان المعركة .
س 5) ما هي الدروس التي استخلصتموها من المعركة ؟
استخلصنا درسا أساسيا جدا هو أن خروجنا للتظاهر في الشارع و الاحتكاك مع الجماهير كان سببا كافيا لاستدعائنا للحوار مع عدة جهات ، ففي البدئ خضنا عدة أشكال نضالية لمدة شهرين داخل الثانوية
ولا أي إصغاء ، ثم ثانيا باتخاذنا أشكالا نضالية حضارية وتصعيديه في نفس الوقت جعل ننتزع تضامن هيئة التدريس و و الإطارات و كذا الآباء و الأمهات . وفي الأخير ندعو كافة المنابر الإعلامية للتعاطي مع احتجاجاتنا بشكل مسئول رفعاللتعثيم.
فاذا استثنينا جريدتي لتجديد و المشعل التين يمثل رئيس جمعية الآباء مراسلا لها بحكم قرابته بحزب العدالة و التنمية والتي نشرتا مقالا قمنا بتوزيعه على التلاميذ رغم كونه أثار حفيظة العديد من التلاميذ باعتباره لم يحط بكل المعطيات الحقيقية عن معركتنا لأسباب ربما لها علاقة بالانتخابات بالمنطقة ليس هناك أي جريدة أخرى بالرغم من تواجد فروع بعض الأحزاب التي تتوفر على جرائد وعندها مراسلين بالمنطقة.

ليست هناك تعليقات: