الجمعة، ٧ ربيع الآخر ١٤٣٠ هـ

شبيبة المدارس والجامعات في طليعة النضال ضد العدوان الصهيوني على غزة


المصدر : الطلبة الثوريون

http://www.almounadil-a.info/article1590.html

يستمر جنود العنجهية الصهيونية في مسلسل الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني الأعزل. إن العدوان الإسرائيلي جزء من الإستراتيجية الإمبريالية في الشرق الأوسط الهادفة الى استغلال أكثر للثروات البترولية وخنق الصبوات التحررية بالمنطقة. وقد لعبت الحركة العالمية المناهضة للحروب والامبريالية دورا هاما في تعرية الحصيلة الإمبريالية في الشرق الأوسط. إنها المعركة التي أفضت اليوم الى هذا الغضب الشعبي العالمي المتزايد، في كل البلدان، المعادي للصهيونية ولجرائمها في حق الشعب الفلسطيني.
أي موقع للأنظمة العربية إزاء العدوان على غزة؟
تخندقت الأنظمة العربية، دون أن يشكل ذلك مفاجأة، وراء الموقف الأمريكي المتمثل في التباكي على الضحايا من الجانبين وتحميل مسؤولية الهجوم على غزة للمقاومة الفلسطينية لاسيما حماس. وذاك كان حال مصر و الأردن و السعودية وحكومة عباس نفسها، فيما دعت حكومات أخرى الى عقد "قمة عربية" في محاولة للحفاظ على ماء الوجه إزاء شعوبها و على مصالحها وشراكاتها الإقتصادية مع الكيان الصهيوني والامبرياليات الداعمة له. وعينهم جميعا على اليوم الذي تتم فيه تصفية نهائية للقضية الفلسطينية.
ويجسد النظام المصري اليوم النموذج الصارخ لما بلغه ابتعاد الرجعية العربية عن هموم شعوبها. ففيما تواصل مصر دور العراب للسياسة الامريكية-الصهيونية بالمنطقة عبر مواصلة إقامة علاقات دبلوماسية مع «اسرائيل» و غلق معبر رفح في وجه الفلسطينيين ومحاصرة المقاومة الفلسطينية وحرمانها من السلاح والمؤونة، فإنها منعت أي تظاهر شعبي ضد العدوان لما قد يشكله ذلك من مفجر للتناقض بين الجماهير الشعبية و النظام الحاكم بحكم الموقع الجغرافي و التاريخي للبلد.
لابديل امام الشعوب بالمنطقة الا المقاومة والنضال ضد هذه الأنظمة العميلة التي لا تكف عن قمع أي تحرك شعبي تضامني مع الفلسطينيين و التنكيل بالمعادين لتواطئها مع الكيان الصهيوني ومشاريع الامبريالية بالشرق الأوسط عامة. ووحده تملك هذه الشعوب للسلطة السياسية في بلدانها سيمنحها القوة اللازمة لتصفية الحساب، بما في ذلك عسكريا، مع الكيان الصهيوني. ليس صدفة ان بلدا يعيش سيرورة ثورية هو من أقدم على أجرأ خطوة بقوم بها نظام سياسي بالعالم. عنينا طرد هوغو تشافيز لسفير الكيان الصهيوني بفنزويلا.
المغرب: تضامن واسع طليعته الشبيبة المتمدرسة
أضحى التضامن مع غزة عنوانا للتمرد في كل مناطق المغرب لا سيما داخل الاعداديات والثانويات و الجامعات. فقد خرجت أعداد هائلة من التلاميذ منددة بالحرب في مسيرات بكل المدن والقرى ووجهت بالقمع الشرس و الاعتقالات و خلفت إصابات بالغة ادت احداها في مراكش الى اغتيال الطالب عبد الرزاق الكاديري. وقد تميزت نضالات الشبيبة من اجل نصرة غزة فلسطين بالسمات التالية:
1)- كان تلاميذ المدارس والاعداديات و الثانويات و طلاب الجامعات في طليعة كل الاحتجاجات التي عرفها المغرب تضامنا مع غزة فلسطين. الأمر الذي يمكن أن نرجعه الى عوامل تاريخية أبرزها الدور الطلائعي الذي لعبته الجامعة المغربية تحت قيادة إطارها العتيد أوطم في النضال من أجل دعم ونصرة القضية الفلسطينية. وقد بقي الجسد الطلابي وفيا للقضية الفلسطينية حتى اليوم، بالرغم من الوضع التنظيمي للجركة الطلابية، سواء على المستوى الميداني أو على مستوى النقاشات التي تعرفها رحاب الجامعات.
2)- تستقطب هذه النضالات أعداد هائلة من طلاب الجامعات عكس ما يطبع المعارك النقابية من محدودية المشاركة الطلابية.فقد تبين أن القضية الفلسطينية وبسبب فظاعة الجرائم المقترفة في حق الأطفال و النساء والشيوخ الفلسطينيين تثير تعاطفا وأثرا نفسيا كبيرا لدى الشباب الرافض للظلم. وقد لعب اليسار دورا كبيرا في تزكية هذا الشعور وتعميقه من خلال اعتبار القضية الفلسطينية قضية وطنية، وهو الأمر الذي تبنته أوطم في مِِؤتمريها 13 و15.
3)- كل المسيرات، تقريبا، تجاوزت أسوار المؤسسات التعليمية الى الشارع ولاقت استجابة شعبية مكثفة وهو الأمر الذي بدا واضحا في العديد من المدن الجامعية كالرباط(مسيرات التلاميذ) ،فاس، مراكش وأكادير...
4)- باستثناء الاشكال التي قادتها فصائل اليسار الطلابي فإن الاحتجاجات التلاميذية، في اغلبها، اتسمت بالعفوية حتى ان بدا أنها تحمل حمولة سياسية -إذا انطلقنا من بعض الشعارات المنددة بتواطؤ وعمالة الأنظمة العربية التي يرددها المحتجون- فهي في الآن ذاته ترفع شعارات أخرى تختزل الصراع بالشرق الأوسط برمته في تناطح قوى كافرة معادية للإسلام تصبو الى نشر اليهودية في المنطقة (خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعود..) وتدعو الى توحيد صفوف المسلمين قصد وقف زحف اليهودية المهددة للحضارة والديانة الاسلاميتين، دون الوعي بحقيقة الصراع الدائر بالمنطقة و العالم أجمع بما هو صراع الطبقات القائم على استغلال الثروات و المواقع.
5)- عرفت اغلب الاحتجاجات تدخلا سافرا لقوى القمع. فقد عرفت فاس يوم 30دجنبر احتجاجات عارمة على فضاعة الجرائم المرتكبة في حق أبناء غزة انطلقت من الأحياء الشعبية (بن دياب ،حي الليدو،طريق صفرو..)يقودها تلاميذ وطلاب التحقت بها الجماهير الشعبية وسرعان ما غصت شوارع المدينة بالمتظاهرين واجهتها أجهزة القمع بشكل عنيف. رد الشباب بالحجارة دفاعا عن أنفسهم وهو ما خلف إصابات عديدة كان لقوى القمع منها نصيب.. وفي نفس اليوم فاجأ التلاميذ الجميع أثناء خروجهم من المدارس والثانويات واحتلالهم للشوارع والمناطق الرئيسية بمراكش ككليز وجامع الفنا، فيما انطلقت تظاهرات طلابية أخرى من كلية الحقوق أوقفت حركة السير.. وهي الاخرى لم تسلم من القمع البوليسي سقط على اثرها المناضل الطلابي عبد الرزاق الكاديري لينضاف إلى قائمة شهداء القضية و الشعب المغربي و الشبيبة المتعلمة عموما كزبيدة خليفة( طالبة بموقع فاس استشهدت بالرصاص الحي يوم 20يناير)محمد كرينة ( تلميذ استشهد جراء التعذيب يوم 30 مارس 1979 بالبيضاء) سناء مبروك( تلميذة استشهدت بسلا بعد قمع تظاهرة تضامنية مع فلسطين سنة2000).
أكادير: على طريق التحام النضال الطلابي التلاميذي
انطلقت التعبئة الطلابية بأكادير منذ ليلة يوم الأحد 28 دجنبر عبر حلقات نقاش لمستجدات الوضع بفلسطين بالحي الجامعي. وفي الليلة الموالية نظم الطلاب تظاهرة في اتجاه الأحياء المجاورة. وحوالي الساعة التاسعة ليلا استقدمت جحافل القمع لتطويق التظاهرة ومنعها من استكمال مسارها. غير أن الرغبة في تحسيس الجماهير الشعبية وتعميق التعبئة وسطها جعل الطلاب يواصلون السير في جو الاستفزازات المتوالية للقمع الى غاية وصولهم قبالة الحي الجامعي حيث أقيمت المتاريس بالأحجار وجذوع الأشجار، وتم الدفاع عن حرمة الجامعة بما أمكن تدبره من حجارة.وعمل البوليس من جانبه على توزيع عناصره على حيي السلام و الداخلة قصد تعقب المناضلين ومطاردتهم حتى حدود الساعة الثانية صباحا.
يوم الثلاثاء 30دجنبر تواصلت التعبئة للمسيرة الثانية المقرر تنظيمها بعد الزوال. وقد تزامن ذلك مع التعبئة للمحاكمة التي ستطال 9 من مناضلي أوطم (ستة منهم ينتمون الى فصيل الطلبة الثوريون والثلاثة الآخرون الى تيار البرنامج المرحلي) على خلفية المعركة البطولية التي شهدتها كلية الحقوق والاقتصاد والمتابعين في حالة سراح. ورغم الشروط المرتبطة بفترة الامتحانات فقد استجابت أعداد غفيرة من طلاب الجامعة للنداء الأوطمي (حوالي 1000طالب) والتحقت بالمسيرة التي جابت كليتي الآداب و العلوم قبل أن تتجه الى حي الداخلة ثم حي القدس. غير أن الاستقدام المتزايد لجحافل القمع حال دون وصولها للحي الأخير.
يوم الأربعاء 31دجنبر وبعد أن قررت العدالة البورجوازية تأجيل المحاكمة الى غاية يوم 04/03/2009 دخل الحاضرون في وقفة احتجاجية تنديدية بالإعتقال السياسي أمام المحكمة استتبعتها مواجهات بالأيادي مع البوليس قبل أن يتم تعزيز صفوفه بالسيمي وقوات التدخل السريع حولت حي الباطوار الى مسرح هوليودي للمطاردات تعرض فيها المناضلون للضرب و الاهانة و الشتم. وحوالي الساعة 11صباحا فتح نقاش داخل كلية الآداب يعرض مستجدات المحاكمة و يدعو الى تظاهرة أخرى تضامنية مع فلسطين و تنديدا بالإعتقال السياسي. بعد انتهاء النقاش سيصادف المناضلون تظاهرة تلاميذية انطلقت من ثانوية ابن الهيثم متجهة صوب حي السلام وسيتم النقاش مع التلاميذ قصد توجيهها إلى كلية الآداب. وهناك اتفق الطلاب و التلاميذ على تشكيل لجنة موحدة ضمت تلاميذ وطلابا أسندت إليها مهمة التعبئة وسط التلاميذ و الطلاب. في مساء نفس اليوم التحقت جماهير التلاميذ بكلية الاداب بعد التعبئة التي شهدتها أيضا ثانوية ابن ماجة المحاذية للكلية والتي قررت إدارتها إغلاق الأبواب لعزل تظاهرة التلاميذ عن المسيرة الطلابية التلاميذية. ومرة أخرى سيحاصر القمع التظاهرة من كل المنافذ كي لا تلتحق بها الجماهير الشعبية..
واستمرت بالجامعة نقاشات الوضع بفلسطين عبر سلسلة عروض دعا اليها فصيل الطلبة الثوريون خلال ما تبقى من أيام الأسبوع. ويوم الإثنين04يناير 2009 دعا فصيل الطلبة الثوريون الى تظاهرة تأبينية لشهداء غزة و شهيد القضية والحركة الطلابية المغربية عبد الرزاق الكاديري تفاعل مع دعوتهم باقي الفصائل التقدمية. وبالفعل انطلقت يوم الخميس 08يناير 2009 التظاهرة التأبينية حاملة الأعلام الفلسطينية ولافتات تحمل مبادئ اوطم الأربعة بالاضافة الى نعشين رمزيين يمثلان نعشي شهداء غزة و الشهيد الكاديري. وهي الأخرى تعرضت لتطويق بوليسي شديد على واجهتي كليتي العلوم و الآداب. وقبالة ثانوية ابن ماجة سيتم إحراق العلم الصهيوني أمام جحافل القمع و أنظار مئات التلاميذ و الطلبة والجماهير الشعبية في شكل حلقة كبيرة لم يسبق أن شهد الموقع مثيلا لها.
ما دلالة القمع المكثف لأي تحرك شعبي للتضامن مع فلسطين
يرزح المغرب كغيره من بلدان العالم الثالث تحت نير التبعية للامبريالية. وهو فوق ذلك احد تلاميذ الامبريالية النجباء. فقد سعى بحماس وإذعان الى تطبيق كل المخططات المملاة عليه من طرف دوائر المال العالمية الهادفة الى النيل من قوت وكرامة وسيادته الشعب المغربي من كادحين و طلبة وغيرهم. و هو ما ضاعف أعداد الفقراء و زاد من معدلات الحرمان والاقصاء والتهميش.. وقد خلف ذلك احتقانا شعبيا كبيرا انفجر غي شكل نضالات بطولية في الحلقات الأضعف لسلسلة السيطرة الطبقية خصوصا في القرى (بوعرفة، صفرو، طاطا، ايفني...). ووجهت كل النضالات بالقمع والتقتيل و الاعتقالات. ومخافة من أن يكون النضال التضامني مع فلسطين ذو السمات الخمس السالفة الذكر مدخلا لنضال واسع ذو طبيعة اجتماعية-سياسية قد يزيد من حدة التناقض بين النظام المغربي و أوسع قواعد جماهير الشعب في الحواضر بصورة أخص، لم يجد النظام بدا من تسليط القمع على الجماهير الغاضبة من الصمت و التطبيع والتواطؤ و العمالة العربية لثنيها من النزول الى الإحتجاج الميداني في الشوارع.
المعركة مستمرة...ليبق كل في موقعه!
إن كسر العدوان في غزة هو خطوة في اتجاه تحررنا نحن كذلك كشعب مغربي. والمطلوب اليوم هو أكبر دعم للمقاومة الفلسطينية و التظاهر ضد أنظمة القمع و العمالة العربية وضد العدوان وهو الأمر المفروض أن تنهض يه قوى اليسار أكثر من غيرها من الأطراف. وفي هذا السياق تنبغي الإشارة إلى ضرورة ألا يكون تنظيم التضامن والاحتجاج واجتياح الشارع رهينا بتراخيص النظام بل يجب فرضه حتى في أكثر الحالات تطويقا وقمعا. فإن لم يكن اليسار قادرا على ذلك هناك من القوى الرجعية من بإمكانه فرض الاحتجاج الميداني وتسييد مواقفه المغرقة في الرجعية.
ومن بين الامور التي ينبغي لحركة الشباب المناهض للعدوان الصهيوني، لاسيما الحركة الطلابية التقدمية، ان تعيرها اهمية بالغة هو السعي الى تعميق آليات النضال الوحدوي و التنسيق بين النضال الطلابي والتلاميذي وكيفيات مواصلة النضال من اجل فلسطين حتى بعد توقف العدوان على غزة. والعمل على نشر الوعي الماركسي في اوساط الشبيبة حول طبيعة الصراع القائم في الشرق الأوسط بما هو صراع قائم على أساس استغلال الثروات وخنق الصبوات التحررية. صراع لشعوب المنطقة ضد الرجعية العربية وضد السيطرة الإمبريالية وضد الكيان الصهيوني. وليس صراعا دينيا أو طائفيا.
سناء- طالبة ثورية -->
يستمر جنود العنجهية الصهيونية في مسلسل الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني الأعزل. إن العدوان الإسرائيلي جزء من الإستراتيجية الإمبريالية في الشرق الأوسط الهادفة الى استغلال أكثر للثروات البترولية وخنق الصبوات التحررية بالمنطقة. وقد لعبت الحركة العالمية المناهضة للحروب والامبريالية دورا هاما في تعرية الحصيلة الإمبريالية في الشرق الأوسط. إنها المعركة التي أفضت اليوم الى هذا الغضب الشعبي العالمي المتزايد، في كل البلدان، المعادي للصهيونية ولجرائمها في حق الشعب الفلسطيني. أي موقع للأنظمة العربية إزاء العدوان على غزة؟تخندقت الأنظمة العربية، دون أن يشكل ذلك مفاجأة، وراء الموقف الأمريكي المتمثل في التباكي على الضحايا من الجانبين وتحميل مسؤولية الهجوم على غزة للمقاومة الفلسطينية لاسيما حماس. وذاك كان حال مصر و الأردن و السعودية وحكومة عباس نفسها، فيما دعت حكومات أخرى الى عقد "قمة عربية" في محاولة للحفاظ على ماء الوجه إزاء شعوبها و على مصالحها وشراكاتها الإقتصادية مع الكيان الصهيوني والامبرياليات الداعمة له. وعينهم جميعا على اليوم الذي تتم فيه تصفية نهائية للقضية الفلسطينية.ويجسد النظام المصري اليوم النموذج الصارخ لما بلغه ابتعاد الرجعية العربية عن هموم شعوبها. ففيما تواصل مصر دور العراب للسياسة الامريكية-الصهيونية بالمنطقة عبر مواصلة إقامة علاقات دبلوماسية مع «اسرائيل» و غلق معبر رفح في وجه الفلسطينيين ومحاصرة المقاومة الفلسطينية وحرمانها من السلاح والمؤونة، فإنها منعت أي تظاهر شعبي ضد العدوان لما قد يشكله ذلك من مفجر للتناقض بين الجماهير الشعبية و النظام الحاكم بحكم الموقع الجغرافي و التاريخي للبلد. لابديل امام الشعوب بالمنطقة الا المقاومة والنضال ضد هذه الأنظمة العميلة التي لا تكف عن قمع أي تحرك شعبي تضامني مع الفلسطينيين و التنكيل بالمعادين لتواطئها مع الكيان الصهيوني ومشاريع الامبريالية بالشرق الأوسط عامة. ووحده تملك هذه الشعوب للسلطة السياسية في بلدانها سيمنحها القوة اللازمة لتصفية الحساب، بما في ذلك عسكريا، مع الكيان الصهيوني. ليس صدفة ان بلدا يعيش سيرورة ثورية هو من أقدم على أجرأ خطوة بقوم بها نظام سياسي بالعالم. عنينا طرد هوغو تشافيز لسفير الكيان الصهيوني بفنزويلا.
المغرب: تضامن واسع طليعته الشبيبة المتمدرسةأضحى التضامن مع غزة عنوانا للتمرد في كل مناطق المغرب لا سيما داخل الاعداديات والثانويات و الجامعات. فقد خرجت أعداد هائلة من التلاميذ منددة بالحرب في مسيرات بكل المدن والقرى ووجهت بالقمع الشرس و الاعتقالات و خلفت إصابات بالغة ادت احداها في مراكش الى اغتيال الطالب عبد الرزاق الكاديري. وقد تميزت نضالات الشبيبة من اجل نصرة غزة فلسطين بالسمات التالية:1)- كان تلاميذ المدارس والاعداديات و الثانويات و طلاب الجامعات في طليعة كل الاحتجاجات التي عرفها المغرب تضامنا مع غزة فلسطين. الأمر الذي يمكن أن نرجعه الى عوامل تاريخية أبرزها الدور الطلائعي الذي لعبته الجامعة المغربية تحت قيادة إطارها العتيد أوطم في النضال من أجل دعم ونصرة القضية الفلسطينية. وقد بقي الجسد الطلابي وفيا للقضية الفلسطينية حتى اليوم، بالرغم من الوضع التنظيمي للجركة الطلابية، سواء على المستوى الميداني أو على مستوى النقاشات التي تعرفها رحاب الجامعات.2)- تستقطب هذه النضالات أعداد هائلة من طلاب الجامعات عكس ما يطبع المعارك النقابية من محدودية المشاركة الطلابية.فقد تبين أن القضية الفلسطينية وبسبب فظاعة الجرائم المقترفة في حق الأطفال و النساء والشيوخ الفلسطينيين تثير تعاطفا وأثرا نفسيا كبيرا لدى الشباب الرافض للظلم. وقد لعب اليسار دورا كبيرا في تزكية هذا الشعور وتعميقه من خلال اعتبار القضية الفلسطينية قضية وطنية، وهو الأمر الذي تبنته أوطم في مِِؤتمريها 13 و15. 3)- كل المسيرات، تقريبا، تجاوزت أسوار المؤسسات التعليمية الى الشارع ولاقت استجابة شعبية مكثفة وهو الأمر الذي بدا واضحا في العديد من المدن الجامعية كالرباط(مسيرات التلاميذ) ،فاس، مراكش وأكادير...4)- باستثناء الاشكال التي قادتها فصائل اليسار الطلابي فإن الاحتجاجات التلاميذية، في اغلبها، اتسمت بالعفوية حتى ان بدا أنها تحمل حمولة سياسية -إذا انطلقنا من بعض الشعارات المنددة بتواطؤ وعمالة الأنظمة العربية التي يرددها المحتجون- فهي في الآن ذاته ترفع شعارات أخرى تختزل الصراع بالشرق الأوسط برمته في تناطح قوى كافرة معادية للإسلام تصبو الى نشر اليهودية في المنطقة (خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعود..) وتدعو الى توحيد صفوف المسلمين قصد وقف زحف اليهودية المهددة للحضارة والديانة الاسلاميتين، دون الوعي بحقيقة الصراع الدائر بالمنطقة و العالم أجمع بما هو صراع الطبقات القائم على استغلال الثروات و المواقع.5)- عرفت اغلب الاحتجاجات تدخلا سافرا لقوى القمع. فقد عرفت فاس يوم 30دجنبر احتجاجات عارمة على فضاعة الجرائم المرتكبة في حق أبناء غزة انطلقت من الأحياء الشعبية (بن دياب ،حي الليدو،طريق صفرو..)يقودها تلاميذ وطلاب التحقت بها الجماهير الشعبية وسرعان ما غصت شوارع المدينة بالمتظاهرين واجهتها أجهزة القمع بشكل عنيف. رد الشباب بالحجارة دفاعا عن أنفسهم وهو ما خلف إصابات عديدة كان لقوى القمع منها نصيب.. وفي نفس اليوم فاجأ التلاميذ الجميع أثناء خروجهم من المدارس والثانويات واحتلالهم للشوارع والمناطق الرئيسية بمراكش ككليز وجامع الفنا، فيما انطلقت تظاهرات طلابية أخرى من كلية الحقوق أوقفت حركة السير.. وهي الاخرى لم تسلم من القمع البوليسي سقط على اثرها المناضل الطلابي عبد الرزاق الكاديري لينضاف إلى قائمة شهداء القضية و الشعب المغربي و الشبيبة المتعلمة عموما كزبيدة خليفة( طالبة بموقع فاس استشهدت بالرصاص الحي يوم 20يناير)محمد كرينة ( تلميذ استشهد جراء التعذيب يوم 30 مارس 1979 بالبيضاء) سناء مبروك( تلميذة استشهدت بسلا بعد قمع تظاهرة تضامنية مع فلسطين سنة2000).أكادير: على طريق التحام النضال الطلابي التلاميذيانطلقت التعبئة الطلابية بأكادير منذ ليلة يوم الأحد 28 دجنبر عبر حلقات نقاش لمستجدات الوضع بفلسطين بالحي الجامعي. وفي الليلة الموالية نظم الطلاب تظاهرة في اتجاه الأحياء المجاورة. وحوالي الساعة التاسعة ليلا استقدمت جحافل القمع لتطويق التظاهرة ومنعها من استكمال مسارها. غير أن الرغبة في تحسيس الجماهير الشعبية وتعميق التعبئة وسطها جعل الطلاب يواصلون السير في جو الاستفزازات المتوالية للقمع الى غاية وصولهم قبالة الحي الجامعي حيث أقيمت المتاريس بالأحجار وجذوع الأشجار، وتم الدفاع عن حرمة الجامعة بما أمكن تدبره من حجارة.وعمل البوليس من جانبه على توزيع عناصره على حيي السلام و الداخلة قصد تعقب المناضلين ومطاردتهم حتى حدود الساعة الثانية صباحا.يوم الثلاثاء 30دجنبر تواصلت التعبئة للمسيرة الثانية المقرر تنظيمها بعد الزوال. وقد تزامن ذلك مع التعبئة للمحاكمة التي ستطال 9 من مناضلي أوطم (ستة منهم ينتمون الى فصيل الطلبة الثوريون والثلاثة الآخرون الى تيار البرنامج المرحلي) على خلفية المعركة البطولية التي شهدتها كلية الحقوق والاقتصاد والمتابعين في حالة سراح. ورغم الشروط المرتبطة بفترة الامتحانات فقد استجابت أعداد غفيرة من طلاب الجامعة للنداء الأوطمي (حوالي 1000طالب) والتحقت بالمسيرة التي جابت كليتي الآداب و العلوم قبل أن تتجه الى حي الداخلة ثم حي القدس. غير أن الاستقدام المتزايد لجحافل القمع حال دون وصولها للحي الأخير. يوم الأربعاء 31دجنبر وبعد أن قررت العدالة البورجوازية تأجيل المحاكمة الى غاية يوم 04/03/2009 دخل الحاضرون في وقفة احتجاجية تنديدية بالإعتقال السياسي أمام المحكمة استتبعتها مواجهات بالأيادي مع البوليس قبل أن يتم تعزيز صفوفه بالسيمي وقوات التدخل السريع حولت حي الباطوار الى مسرح هوليودي للمطاردات تعرض فيها المناضلون للضرب و الاهانة و الشتم. وحوالي الساعة 11صباحا فتح نقاش داخل كلية الآداب يعرض مستجدات المحاكمة و يدعو الى تظاهرة أخرى تضامنية مع فلسطين و تنديدا بالإعتقال السياسي. بعد انتهاء النقاش سيصادف المناضلون تظاهرة تلاميذية انطلقت من ثانوية ابن الهيثم متجهة صوب حي السلام وسيتم النقاش مع التلاميذ قصد توجيهها إلى كلية الآداب. وهناك اتفق الطلاب و التلاميذ على تشكيل لجنة موحدة ضمت تلاميذ وطلابا أسندت إليها مهمة التعبئة وسط التلاميذ و الطلاب. في مساء نفس اليوم التحقت جماهير التلاميذ بكلية الاداب بعد التعبئة التي شهدتها أيضا ثانوية ابن ماجة المحاذية للكلية والتي قررت إدارتها إغلاق الأبواب لعزل تظاهرة التلاميذ عن المسيرة الطلابية التلاميذية. ومرة أخرى سيحاصر القمع التظاهرة من كل المنافذ كي لا تلتحق بها الجماهير الشعبية..واستمرت بالجامعة نقاشات الوضع بفلسطين عبر سلسلة عروض دعا اليها فصيل الطلبة الثوريون خلال ما تبقى من أيام الأسبوع. ويوم الإثنين04يناير 2009 دعا فصيل الطلبة الثوريون الى تظاهرة تأبينية لشهداء غزة و شهيد القضية والحركة الطلابية المغربية عبد الرزاق الكاديري تفاعل مع دعوتهم باقي الفصائل التقدمية. وبالفعل انطلقت يوم الخميس 08يناير 2009 التظاهرة التأبينية حاملة الأعلام الفلسطينية ولافتات تحمل مبادئ اوطم الأربعة بالاضافة الى نعشين رمزيين يمثلان نعشي شهداء غزة و الشهيد الكاديري. وهي الأخرى تعرضت لتطويق بوليسي شديد على واجهتي كليتي العلوم و الآداب. وقبالة ثانوية ابن ماجة سيتم إحراق العلم الصهيوني أمام جحافل القمع و أنظار مئات التلاميذ و الطلبة والجماهير الشعبية في شكل حلقة كبيرة لم يسبق أن شهد الموقع مثيلا لها.ما دلالة القمع المكثف لأي تحرك شعبي للتضامن مع فلسطينيرزح المغرب كغيره من بلدان العالم الثالث تحت نير التبعية للامبريالية. وهو فوق ذلك احد تلاميذ الامبريالية النجباء. فقد سعى بحماس وإذعان الى تطبيق كل المخططات المملاة عليه من طرف دوائر المال العالمية الهادفة الى النيل من قوت وكرامة وسيادته الشعب المغربي من كادحين و طلبة وغيرهم. و هو ما ضاعف أعداد الفقراء و زاد من معدلات الحرمان والاقصاء والتهميش.. وقد خلف ذلك احتقانا شعبيا كبيرا انفجر غي شكل نضالات بطولية في الحلقات الأضعف لسلسلة السيطرة الطبقية خصوصا في القرى (بوعرفة، صفرو، طاطا، ايفني...). ووجهت كل النضالات بالقمع والتقتيل و الاعتقالات. ومخافة من أن يكون النضال التضامني مع فلسطين ذو السمات الخمس السالفة الذكر مدخلا لنضال واسع ذو طبيعة اجتماعية-سياسية قد يزيد من حدة التناقض بين النظام المغربي و أوسع قواعد جماهير الشعب في الحواضر بصورة أخص، لم يجد النظام بدا من تسليط القمع على الجماهير الغاضبة من الصمت و التطبيع والتواطؤ و العمالة العربية لثنيها من النزول الى الإحتجاج الميداني في الشوارع.المعركة مستمرة...ليبق كل في موقعه!إن كسر العدوان في غزة هو خطوة في اتجاه تحررنا نحن كذلك كشعب مغربي. والمطلوب اليوم هو أكبر دعم للمقاومة الفلسطينية و التظاهر ضد أنظمة القمع و العمالة العربية وضد العدوان وهو الأمر المفروض أن تنهض يه قوى اليسار أكثر من غيرها من الأطراف. وفي هذا السياق تنبغي الإشارة إلى ضرورة ألا يكون تنظيم التضامن والاحتجاج واجتياح الشارع رهينا بتراخيص النظام بل يجب فرضه حتى في أكثر الحالات تطويقا وقمعا. فإن لم يكن اليسار قادرا على ذلك هناك من القوى الرجعية من بإمكانه فرض الاحتجاج الميداني وتسييد مواقفه المغرقة في الرجعية.ومن بين الامور التي ينبغي لحركة الشباب المناهض للعدوان الصهيوني، لاسيما الحركة الطلابية التقدمية، ان تعيرها اهمية بالغة هو السعي الى تعميق آليات النضال الوحدوي و التنسيق بين النضال الطلابي والتلاميذي وكيفيات مواصلة النضال من اجل فلسطين حتى بعد توقف العدوان على غزة. والعمل على نشر الوعي الماركسي في اوساط الشبيبة حول طبيعة الصراع القائم في الشرق الأوسط بما هو صراع قائم على أساس استغلال الثروات وخنق الصبوات التحررية. صراع لشعوب المنطقة ضد الرجعية العربية وضد السيطرة الإمبريالية وضد الكيان الصهيوني. وليس صراعا دينيا أو طائفيا.
سناء- طالبة ثوريةيستمر جنود العنجهية الصهيونية في مسلسل الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني الأعزل. إن العدوان الإسرائيلي جزء من الإستراتيجية الإمبريالية في الشرق الأوسط الهادفة الى استغلال أكثر للثروات البترولية وخنق الصبوات التحررية بالمنطقة. وقد لعبت الحركة العالمية المناهضة للحروب والامبريالية دورا هاما في تعرية الحصيلة الإمبريالية في الشرق الأوسط. إنها المعركة التي أفضت اليوم الى هذا الغضب الشعبي العالمي المتزايد، في كل البلدان، المعادي للصهيونية ولجرائمها في حق الشعب الفلسطيني.
{{أي موقع للأنظمة العربية إزاء العدوان على غزة؟
}}تخندقت الأنظمة العربية، دون أن يشكل ذلك مفاجأة، وراء الموقف الأمريكي المتمثل في التباكي على الضحايا من الجانبين وتحميل مسؤولية الهجوم على غزة للمقاومة الفلسطينية لاسيما حماس. وذاك كان حال مصر و الأردن و السعودية وحكومة عباس نفسها، فيما دعت حكومات أخرى الى عقد "قمة عربية" في محاولة للحفاظ على ماء الوجه إزاء شعوبها و على مصالحها وشراكاتها الإقتصادية مع الكيان الصهيوني والامبرياليات الداعمة له. وعينهم جميعا على اليوم الذي تتم فيه تصفية نهائية للقضية الفلسطينية.
ويجسد النظام المصري اليوم النموذج الصارخ لما بلغه ابتعاد الرجعية العربية عن هموم شعوبها. ففيما تواصل مصر دور العراب للسياسة الامريكية-الصهيونية بالمنطقة عبر مواصلة إقامة علاقات دبلوماسية مع «اسرائيل» و غلق معبر رفح في وجه الفلسطينيين ومحاصرة المقاومة الفلسطينية وحرمانها من السلاح والمؤونة، فإنها منعت أي تظاهر شعبي ضد العدوان لما قد يشكله ذلك من مفجر للتناقض بين الجماهير الشعبية و النظام الحاكم بحكم الموقع الجغرافي و التاريخي للبلد.
لابديل امام الشعوب بالمنطقة الا المقاومة والنضال ضد هذه الأنظمة العميلة التي لا تكف عن قمع أي تحرك شعبي تضامني مع الفلسطينيين و التنكيل بالمعادين لتواطئها مع الكيان الصهيوني ومشاريع الامبريالية بالشرق الأوسط عامة. ووحده تملك هذه الشعوب للسلطة السياسية في بلدانها سيمنحها القوة اللازمة لتصفية الحساب، بما في ذلك عسكريا، مع الكيان الصهيوني. ليس صدفة ان بلدا يعيش سيرورة ثورية هو من أقدم على أجرأ خطوة بقوم بها نظام سياسي بالعالم. عنينا طرد هوغو تشافيز لسفير الكيان الصهيوني بفنزويلا.
{{المغرب: تضامن واسع طليعته الشبيبة المتمدرسة
}}أضحى التضامن مع غزة عنوانا للتمرد في كل مناطق المغرب لا سيما داخل الاعداديات والثانويات و الجامعات. فقد خرجت أعداد هائلة من التلاميذ منددة بالحرب في مسيرات بكل المدن والقرى ووجهت بالقمع الشرس و الاعتقالات و خلفت إصابات بالغة ادت احداها في مراكش الى اغتيال الطالب عبد الرزاق الكاديري. وقد تميزت نضالات الشبيبة من اجل نصرة غزة فلسطين بالسمات التالية:
1)- كان تلاميذ المدارس والاعداديات و الثانويات و طلاب الجامعات في طليعة كل الاحتجاجات التي عرفها المغرب تضامنا مع غزة فلسطين. الأمر الذي يمكن أن نرجعه الى عوامل تاريخية أبرزها الدور الطلائعي الذي لعبته الجامعة المغربية تحت قيادة إطارها العتيد أوطم في النضال من أجل دعم ونصرة القضية الفلسطينية. وقد بقي الجسد الطلابي وفيا للقضية الفلسطينية حتى اليوم، بالرغم من الوضع التنظيمي للجركة الطلابية، سواء على المستوى الميداني أو على مستوى النقاشات التي تعرفها رحاب الجامعات.
2)- تستقطب هذه النضالات أعداد هائلة من طلاب الجامعات عكس ما يطبع المعارك النقابية من محدودية المشاركة الطلابية.فقد تبين أن القضية الفلسطينية وبسبب فظاعة الجرائم المقترفة في حق الأطفال و النساء والشيوخ الفلسطينيين تثير تعاطفا وأثرا نفسيا كبيرا لدى الشباب الرافض للظلم. وقد لعب اليسار دورا كبيرا في تزكية هذا الشعور وتعميقه من خلال اعتبار القضية الفلسطينية قضية وطنية، وهو الأمر الذي تبنته أوطم في مِِؤتمريها 13 و15.
3)- كل المسيرات، تقريبا، تجاوزت أسوار المؤسسات التعليمية الى الشارع ولاقت استجابة شعبية مكثفة وهو الأمر الذي بدا واضحا في العديد من المدن الجامعية كالرباط(مسيرات التلاميذ) ،فاس، مراكش وأكادير...
4)- باستثناء الاشكال التي قادتها فصائل اليسار الطلابي فإن الاحتجاجات التلاميذية، في اغلبها، اتسمت بالعفوية حتى ان بدا أنها تحمل حمولة سياسية -إذا انطلقنا من بعض الشعارات المنددة بتواطؤ وعمالة الأنظمة العربية التي يرددها المحتجون- فهي في الآن ذاته ترفع شعارات أخرى تختزل الصراع بالشرق الأوسط برمته في تناطح قوى كافرة معادية للإسلام تصبو الى نشر اليهودية في المنطقة (خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعود..) وتدعو الى توحيد صفوف المسلمين قصد وقف زحف اليهودية المهددة للحضارة والديانة الاسلاميتين، دون الوعي بحقيقة الصراع الدائر بالمنطقة و العالم أجمع بما هو صراع الطبقات القائم على استغلال الثروات و المواقع.
5)- عرفت اغلب الاحتجاجات تدخلا سافرا لقوى القمع. فقد عرفت فاس يوم 30دجنبر احتجاجات عارمة على فضاعة الجرائم المرتكبة في حق أبناء غزة انطلقت من الأحياء الشعبية (بن دياب ،حي الليدو،طريق صفرو..)يقودها تلاميذ وطلاب التحقت بها الجماهير الشعبية وسرعان ما غصت شوارع المدينة بالمتظاهرين واجهتها أجهزة القمع بشكل عنيف. رد الشباب بالحجارة دفاعا عن أنفسهم وهو ما خلف إصابات عديدة كان لقوى القمع منها نصيب.. وفي نفس اليوم فاجأ التلاميذ الجميع أثناء خروجهم من المدارس والثانويات واحتلالهم للشوارع والمناطق الرئيسية بمراكش ككليز وجامع الفنا، فيما انطلقت تظاهرات طلابية أخرى من كلية الحقوق أوقفت حركة السير.. وهي الاخرى لم تسلم من القمع البوليسي سقط على اثرها المناضل الطلابي عبد الرزاق الكاديري لينضاف إلى قائمة شهداء القضية و الشعب المغربي و الشبيبة المتعلمة عموما كزبيدة خليفة( طالبة بموقع فاس استشهدت بالرصاص الحي يوم 20يناير)محمد كرينة ( تلميذ استشهد جراء التعذيب يوم 30 مارس 1979 بالبيضاء) سناء مبروك( تلميذة استشهدت بسلا بعد قمع تظاهرة تضامنية مع فلسطين سنة2000).
{{أكادير: على طريق التحام النضال الطلابي التلاميذي
}}انطلقت التعبئة الطلابية بأكادير منذ ليلة يوم الأحد 28 دجنبر عبر حلقات نقاش لمستجدات الوضع بفلسطين بالحي الجامعي. وفي الليلة الموالية نظم الطلاب تظاهرة في اتجاه الأحياء المجاورة. وحوالي الساعة التاسعة ليلا استقدمت جحافل القمع لتطويق التظاهرة ومنعها من استكمال مسارها. غير أن الرغبة في تحسيس الجماهير الشعبية وتعميق التعبئة وسطها جعل الطلاب يواصلون السير في جو الاستفزازات المتوالية للقمع الى غاية وصولهم قبالة الحي الجامعي حيث أقيمت المتاريس بالأحجار وجذوع الأشجار، وتم الدفاع عن حرمة الجامعة بما أمكن تدبره من حجارة.وعمل البوليس من جانبه على توزيع عناصره على حيي السلام و الداخلة قصد تعقب المناضلين ومطاردتهم حتى حدود الساعة الثانية صباحا.
يوم الثلاثاء 30دجنبر تواصلت التعبئة للمسيرة الثانية المقرر تنظيمها بعد الزوال. وقد تزامن ذلك مع التعبئة للمحاكمة التي ستطال 9 من مناضلي أوطم (ستة منهم ينتمون الى فصيل الطلبة الثوريون والثلاثة الآخرون الى تيار البرنامج المرحلي) على خلفية المعركة البطولية التي شهدتها كلية الحقوق والاقتصاد والمتابعين في حالة سراح. ورغم الشروط المرتبطة بفترة الامتحانات فقد استجابت أعداد غفيرة من طلاب الجامعة للنداء الأوطمي (حوالي 1000طالب) والتحقت بالمسيرة التي جابت كليتي الآداب و العلوم قبل أن تتجه الى حي الداخلة ثم حي القدس. غير أن الاستقدام المتزايد لجحافل القمع حال دون وصولها للحي الأخير.
يوم الأربعاء 31دجنبر وبعد أن قررت العدالة البورجوازية تأجيل المحاكمة الى غاية يوم 04/03/2009 دخل الحاضرون في وقفة احتجاجية تنديدية بالإعتقال السياسي أمام المحكمة استتبعتها مواجهات بالأيادي مع البوليس قبل أن يتم تعزيز صفوفه بالسيمي وقوات التدخل السريع حولت حي الباطوار الى مسرح هوليودي للمطاردات تعرض فيها المناضلون للضرب و الاهانة و الشتم. وحوالي الساعة 11صباحا فتح نقاش داخل كلية الآداب يعرض مستجدات المحاكمة و يدعو الى تظاهرة أخرى تضامنية مع فلسطين و تنديدا بالإعتقال السياسي. بعد انتهاء النقاش سيصادف المناضلون تظاهرة تلاميذية انطلقت من ثانوية ابن الهيثم متجهة صوب حي السلام وسيتم النقاش مع التلاميذ قصد توجيهها إلى كلية الآداب. وهناك اتفق الطلاب و التلاميذ على تشكيل لجنة موحدة ضمت تلاميذ وطلابا أسندت إليها مهمة التعبئة وسط التلاميذ و الطلاب. في مساء نفس اليوم التحقت جماهير التلاميذ بكلية الاداب بعد التعبئة التي شهدتها أيضا ثانوية ابن ماجة المحاذية للكلية والتي قررت إدارتها إغلاق الأبواب لعزل تظاهرة التلاميذ عن المسيرة الطلابية التلاميذية. ومرة أخرى سيحاصر القمع التظاهرة من كل المنافذ كي لا تلتحق بها الجماهير الشعبية..
واستمرت بالجامعة نقاشات الوضع بفلسطين عبر سلسلة عروض دعا اليها فصيل الطلبة الثوريون خلال ما تبقى من أيام الأسبوع. ويوم الإثنين04يناير 2009 دعا فصيل الطلبة الثوريون الى تظاهرة تأبينية لشهداء غزة و شهيد القضية والحركة الطلابية المغربية عبد الرزاق الكاديري تفاعل مع دعوتهم باقي الفصائل التقدمية. وبالفعل انطلقت يوم الخميس 08يناير 2009 التظاهرة التأبينية حاملة الأعلام الفلسطينية ولافتات تحمل مبادئ اوطم الأربعة بالاضافة الى نعشين رمزيين يمثلان نعشي شهداء غزة و الشهيد الكاديري. وهي الأخرى تعرضت لتطويق بوليسي شديد على واجهتي كليتي العلوم و الآداب. وقبالة ثانوية ابن ماجة سيتم إحراق العلم الصهيوني أمام جحافل القمع و أنظار مئات التلاميذ و الطلبة والجماهير الشعبية في شكل حلقة كبيرة لم يسبق أن شهد الموقع مثيلا لها.
{{ما دلالة القمع المكثف لأي تحرك شعبي للتضامن مع فلسطين
}}يرزح المغرب كغيره من بلدان العالم الثالث تحت نير التبعية للامبريالية. وهو فوق ذلك احد تلاميذ الامبريالية النجباء. فقد سعى بحماس وإذعان الى تطبيق كل المخططات المملاة عليه من طرف دوائر المال العالمية الهادفة الى النيل من قوت وكرامة وسيادته الشعب المغربي من كادحين و طلبة وغيرهم. و هو ما ضاعف أعداد الفقراء و زاد من معدلات الحرمان والاقصاء والتهميش.. وقد خلف ذلك احتقانا شعبيا كبيرا انفجر غي شكل نضالات بطولية في الحلقات الأضعف لسلسلة السيطرة الطبقية خصوصا في القرى (بوعرفة، صفرو، طاطا، ايفني...). ووجهت كل النضالات بالقمع والتقتيل و الاعتقالات. ومخافة من أن يكون النضال التضامني مع فلسطين ذو السمات الخمس السالفة الذكر مدخلا لنضال واسع ذو طبيعة اجتماعية-سياسية قد يزيد من حدة التناقض بين النظام المغربي و أوسع قواعد جماهير الشعب في الحواضر بصورة أخص، لم يجد النظام بدا من تسليط القمع على الجماهير الغاضبة من الصمت و التطبيع والتواطؤ و العمالة العربية لثنيها من النزول الى الإحتجاج الميداني في الشوارع.
{{المعركة مستمرة...ليبق كل في موقعه!
}}إن كسر العدوان في غزة هو خطوة في اتجاه تحررنا نحن كذلك كشعب مغربي. والمطلوب اليوم هو أكبر دعم للمقاومة الفلسطينية و التظاهر ضد أنظمة القمع و العمالة العربية وضد العدوان وهو الأمر المفروض أن تنهض يه قوى اليسار أكثر من غيرها من الأطراف. وفي هذا السياق تنبغي الإشارة إلى ضرورة ألا يكون تنظيم التضامن والاحتجاج واجتياح الشارع رهينا بتراخيص النظام بل يجب فرضه حتى في أكثر الحالات تطويقا وقمعا. فإن لم يكن اليسار قادرا على ذلك هناك من القوى الرجعية من بإمكانه فرض الاحتجاج الميداني وتسييد مواقفه المغرقة في الرجعية.
ومن بين الامور التي ينبغي لحركة الشباب المناهض للعدوان الصهيوني، لاسيما الحركة الطلابية التقدمية، ان تعيرها اهمية بالغة هو السعي الى تعميق آليات النضال الوحدوي و التنسيق بين النضال الطلابي والتلاميذي وكيفيات مواصلة النضال من اجل فلسطين حتى بعد توقف العدوان على غزة. والعمل على نشر الوعي الماركسي في اوساط الشبيبة حول طبيعة الصراع القائم في الشرق الأوسط بما هو صراع قائم على أساس استغلال الثروات وخنق الصبوات التحررية. صراع لشعوب المنطقة ضد الرجعية العربية وضد السيطرة الإمبريالية وضد الكيان الصهيوني. وليس صراعا دينيا أو طائفيا.
سناء- طالبة ثورية

ليست هناك تعليقات: