الجمعة، ١٣ رجب ١٤٣١ هـ

المدرسة و التربية على حقوق الإنسان، ما الممكن عمله فيما بعد الخطابات ؟

آن موريلي
كانت الذكرى الخمسون للإعلان العالمي لحقوق الإنسان [*] مناسبة لمبادرات تربوية عديدة متنوعة بقدر ما هي أهل للتقدير: منشورات، دروس أخلاق، وتاريخ، و تعبئة منسقة أحيانا في مدرسة برمتها. أفكر في يوم نموذجي لكل "المحرومين" [ بلا أوراق، بلا عمل، بلا مستقبل...] قام بتنظيمه المعهد التقني و المهني في مدينة هيربوشين والذي سعدت، مع آخرين ُكثر، بالمشاركة فيه. يوم يشكل مثالا بفعل انخراط المدرسين و التلاميذ، وقد جرى تحسيسهم عبر أنشطة متنوعة [ إبداع مسرحية، مقهى مواطن...] بمظالم مجتمعنا. حاول المدرسون بهذه المناسبة أن يلقنوا لتلاميذ: أخلاقا، وتضامنا،و روحا نقدية.

في متم اليوم طالب أولئك التلاميذ بنموذج مجتمعي أكثر عدالة. عندها برزت حدود عملنا التربوي.

ماذا يسعنا أن نقترح عليهم؟ ماذا نجيبهم إذا تساءلوا: ما العمل الآن؟ و إذا اضطررنا إلى الاعتراف أنه "بعد 50 سنة يبدو جليا أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان قلما يمثل أكثر من وعد في الهواء بالنسبة لأغلبية البشر، لا سيما بالنسبة لمليار و 300 مليون إنسان يعيشون بأقل من دولار في اليوم، وبالنسبة لخمسة وثلاثين ألف طفل يموتون كل يوم من سوء التغذية و من المرض، و بالنسبة لمئات ملايين البالغين الذي لا يعرفون القراءة و لا الكتابة، و الأربعين مليونا من اللاجئين، وآلاف سجناء الرأي و ضحايا التعذيب" هل يكفي أن ننصح التلاميذ ببعض أفعال الإحسان قد يستمدون منها راحة الضمير؟ أليس ضروريا ، بعد الإقرار بكل تلك المظالم، طرح سؤال أصل هذه الأمراض الاجتماعية؟ و إذا طرحنا هذا السؤال ألا نجازف فورا بطرح مسألة المسؤوليات الأساسية للنظام لاقتصادي و للساسة الذين يتعاونون مع السلطات الاقتصادية والذين يكتفون بتسيير خطوط السلوك المفروضة من القوى الاقتصادية دون وضعها موضع طعن؟ عندها يتردد الأستاذ في السير قدما على ساحة ملغومة بالسياسة، ساحة يمنع عليه وضعه الاعتباري كأستاذ أن يلجها. هل يجب مساعدة لتلاميذ على بلوغ وعي مظالم نظامنا والاعتراف لهم بعجزنا على النضال ضد الانتهاكات التي تطول حقوق الإنسان الأولية، لا سيما في المجال الاجتماعي والاقتصادي الذي يستتبع الحق في العمل و في الصحة و في الحماية الاجتماعية و في التعليم... ما جدوى الوعظ باحترام الحقوق فيما نظامنا يقتل، كل لحظة، أبرياء و لا يلبي حاجاتهم الأولية؟ هل من معنى في وعظ التلاميذ بقيم التضامن وفي الآن ذاته الإذعان لقانون يعتبر ذلك التضامن جرما؟ يا له من نفاق و يا له من التباس يحدو بنا إلى التشهير بالحمى ومحاولة تبريدها دون التعرض للجرثومة المسببة لها؟

أود هنا أن استشهد بمقطع طويل من كتاب المفكر الأمريكي نوعام تشومسكي، الذي صدر مؤخرا باللغة الفرنسية بعنوان مسؤولية المثقفين. في تقديم الكتاب يقترح ميخائيل البيرت المثل التالي:

إله [ربُُّ] مفترض أنهكه التعب من معاينة معاملة بعض البشر لبشر آخرين، فقرر أن تكف، ابتداء من 1 يناير 2000، أجسام كل الضحايا الأبرياء في " العالم الحر" عن التحلل. كل من يموت جوعا، أو بسبب استحالة الإفادة من العلاجات الطبية الأكثر أولية، وكل من يموت بالتعذيب أو بالاغتيال أو بالاغتصاب، الخ بإيجاز كل من يموت ضحية عنف آو ظلم سيقاوم جسده إلى الأبد التحلل الطبيعي. ولنتصور أن هذه الجثث، التي باتت غير قابلة للتعفن، ُتشحن بمنهجية في عربات شفافة مربوطة إلى قاطرة، والكل متنقل دون توقف عبر الولايات المتحدة الأمريكية. واحدة بعد أخرى، سُتلقى جثث على بعضها في العربات الشفافة, ألف جثة في كل عربة، 200 جثة كل دقيقة، و عربة جديدة كل 5 دقائق، ليل نهار، بلا توقف. كل تلك الأجسام معروضة أمام أنظار الجميع، عبر مسار "قطار الموت العنيف" هذا.

في 1 يناير 2001، في الذكرى الأولى للقافلة، سيبلغ طول "قطار الموت العنيف" 3200 كيلو متر، وسيستغرق - بسرعة متوسطة 30 كلم في الساعة- زهاء خمسة أيام لتصل مؤخرته إلى نقطة انطلاق مقدمته. وفي العام 2010 ، مع افتراض عدم حدوث أي انقلاب هائل في مؤسساتنا آو في سلوكنا يحد من العملية، سيغطي القطار سبعة أضعاف المسافة بين نيويورك و سان فرانسيسكو، وسيتعين انتظار 6 أسابيع بين لحظة مرور القاطرة أمام تمثال الحرية ولحظة رؤية ربنا المفترض( المتسائل دوما عن ما يلزم البشرية من وقت لتأويل رسالته) لآخر عربة . [...]

و الآن، تخيلوا قطار الموت العنيف هذا يعبر بلا نهاية من ساحل أمريكي إلى آخر. و لنتخيل ما يمكن أن تمثل تلك الجثث المكدسة لكل من أحبوا - أو أمكن أن يحبوا – أصحابها، أو مدوهم بالغذاء - أو أمكن أن يمدوهم بالغذاء- أو قاموا بتنشئتهم أو أمكن أن يقوموا بتنشئتهم.
لكن من يركب قطار الموت العنيف؟ إنهم سكان العالم الثالث الذين يقايضون أعضاءهم مقابل الغذاء، ويبيعون ُرضعهم لإنقاذ باقي أفراد الآسرة، ويتعرضون للمجاعة أو ينتظرون عودة مختطف. لقد عاشوا في البرازيل، وفي اندونيسيا، و في السلفادور، وفي نيويورك وباريس حتى. كل يوم يتكدسون في عربات القطار بعشرات الآلاف.

هل في الأمر مبالغة؟ عندما يموت 10 مليون طفل كل سنة بسبب غياب مساعدة طبية أولية بوسع الأمم الصناعية مع ذلك تزويدهم بها، ويجري ذلك في بلدان تنهبها بلا وازع شركات مثل بنك اوف امريكا و ايكسون، كيف يمكن عدم اعتبار الأمر عمليات قتل جماهيرية؟ الأطفال المجوعون، والمرضى، و المشوهون، كلهم ضحايا عملية قتل مثل الأجساد المخترقة بالرصاص الملقاة في الأنهار من طرف فيالق الموت. إن رفض مساعدة طبية للبلدان الفقيرة، و نهب مواردها الاقتصادية، لا يقل إجراما عن مد ممارسي التعذيب بأدواته أو عن إطلاق النار[...]

إذا شعرنا بأننا معنيون بهذه الحقيقة، يمكن وقتذاك أن نرى بسهولة قطار الموت العنيف، وما يغذيه يوما بعد يوم بمزيد من الجثث. كيف سنتصرف عندما نعي فعلا ذلك؟ بالاكتئاب، آو القلق، آو الكلبية، آو القدرية ، آو الأمل ، آو الفعل؟

حالما نبدأ النظر إلى ذك القطار وجها لوجه، ماذا سنفعل؟ شيء ما بداخلي يقول لي إن تلك الجرائم كبيرة ولا إنسانية لدرجة أن مقترفيها يستحقون الموت. قطار صغير جدا خاص بالمجرمين، وينتهي " قطار الموت العنيف". موت واحد لتفادي ملايين الموتى. لكن طبعا ليس على هذا النحو يسير العالم. ثمة أناس ُيصدرون الأوامر، وُيشهرون السلاح، و ُيراكمون لأنفسهم الأغذية، ويدفعون أجور بؤس، وحتى يقودون ذلك القطار الشيطاني، لكن المؤسسات هي التي تخلق القالب [التشديد مني] الذي ُيصنع فيه أولئك الأشخاص. أي طبيب جراح سيجرؤ على استعمال الوسائل الناجعة فيما السرطان المؤسساتي ينخر البشرية برمتها؟

إن وعي مسؤولية بلدنا إزاء تلك الجثث المكدسة في العربات الشفافة يكشف درجة تافهة ردود الفعل من قبيل كتابة مقالات حول الموضوع، وتوزيع مناشير، و القيام ببحث، والتظاهر، وأعمال العصيان المدني، وخلق مؤسسة معارضة، وحتى المشاركة في إضراب على نطاق طني. لكن الواقع أن مثل هذه الأفعال هي بالضبط ما ينتظر منا ربنا الافتراضي إذا قرر أن يجول فعلا بجثث "العالم الحر" في شوارعنا. إنها أفعال تنضاف بعضا إلى بعض، وبوسعها أن ترفع أكثر كلفة امتيازات السلطة والسيطرة إلى حد جعلها تبدأ في الترنح.

وكما ُيقال:" نخسر، ونحسر ، ونخسر، و في النهاية نربح". إن كل فشل هو مرحلة في سيرورة تفضي إلى تغييرات حقيقية في المؤسسات.
من هذا المثال، يمكن أن نطرح في القسم مع التلاميذ سؤال الرد الممكن على البنيات والأشخاص الذين ينتهكون عن وعي كل يوم حقوق الإنسان الأكثر أولية.

إن إعلانات حقوق الإنسان وثائق ثورية يجب علينا أن نتملكها.

إعلان حقوق الإنسان والمواطن لعام 1793 [ المسمى «جبليا" والصادر يوم 24 يونيو 1793] يقول صراحة في مادته 35 : عندما تنتهك حكومة ما حقوق الشعب، فالانتفاضة بالنسبة للشعب وبالنسبة لكل قسم من الشعب، هي أقدس الحقوق و واجب لا غنى عنه.
و الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948 يعترف هو أيضا في مقدمته باللجوء إلى التمرد ضد الطغيان.

الطغيان اليوم يرتكبه البنك العالمي و صندوق النقد الدولي وموظفو منظمة التعاون والتنمية الاقتصاديين.

إن موظفين من قبيل كريستيان موريسون، موظف منظمة التعاون و التنمية الاقتصاديين، يغدقون على مختلف الحكومات نصائحهم للاقتطاع من الحقوق الاجتماعية و الاقتصادية بتفادي ردود الفعل الجماعية للسكان وبإضعاف الحركات الاجتماعية.

يجب أن تُثار، في القسم مع التلاميذ، لا أخلاقية بعض القوانين، ومن ثمة، لا شرعية بعض الممارسات الأخلاقية. ولا بد من النقاش اليومي في حدود القابل للتحمل، وفي حدود التعاون. و يجب إثارة اهتمام الشباب بالشأن العام و حثهم على الالتزام. لكن كيف العمل وزملاء محبطين ُكثر يدعون بالعكس إلى اللامبالاة وإلى الفردانية، وإلى عدم الالتزام؟

إن " الرسالات" المسندة للمدرسة هي بهذا المعنى متناقضة. فمن جهة ُيطلب من المدرس عمليا أن يدمج التلاميذ في "منطق فعالية، ومردودية، و انتاجية، و تنافسية، ومرونة، و قابلية تشغيل...". يجب عليه إذن أن " يعد تلاميذه ليكونوا ذوي مردودية، فعالين، وذوي إنتاجية، وتنافسيين، وعدم تضييع أي وقت للقيام بذلك لأن ألآخرين يقوم بالأمر عينه وقد يتفوقوا عليه فيه. إن منطق المردودية الذي يحكم نظامنا يتطلب ذلك.

لكن إلى جانب هذا يتعين على المدرس أن يحرر طاقات الطفل، و يقوم بتكوين مواطنين، ويربي" تلاميذه على قيم التضامن، والعدالة، والأخوة، و بالتالي أن يعلمهم التنديد بالتنافس والمزاحمة، وان يحثهم على أن يتنظموا جماعيا ضد النزعة الاقتصادية".
نرى إلى أي حدد تتناقض هذه الرسالات ولا تتطابق. إن ُمثل السخاء والأخوة لا تقبل بنظري توفيقا مع منطق المردودية و النزعة الاقتصادية. اعتقد انه يجب الاختيار، إذ لا يمكن أن يخدم المرء سيدين.

يجب ألا يحاول البالغون خنق عنف الشباب. يجب أن يعملوا لتقنيته. إن الأساسي بنظري هو أن نوحي إلى الشباب بالنضال لأن ذلك يعني أيضا إعطاء معنى لوجودهم الذي يعتبره الكثيرون منهم عبثيا فقط. ليس ثمة أمر حتمي، كل شيء يستدعي البناء، وكل شيء قد يكون موضوع معركة.

========
[*] نُشر هذا النص سنة 1998 ، و صدر من كتاب بؤس المدرسة- الكتاب الأسود لجمعية النداء من اجل مدرسة ديمقراطية حول خفض تمويل التعليم
Misère de l’école, livre noir de l’Aped sur le (dé)financement de l’enseignement, 1999

والتعليم عواج عواج ماخصنا غير الادماج ألو الساد الساد الساد مابغيناش الادماج


نفذت النقابات التعليمي على مستوى التعليم الابتدائي بخنيفرة وقة احتجاجية ناجحة أما مقر النيابة الاقليمية للتعليم بخنيفرة وذلك احتجاجا على سياسة الهروب الى الى الأمام التي حاولت النيابة نهجه وفرض سياسة الأمر الواقع بخصوص امتحانات القسم السادس وفق الصيغة الجديدة للامتحانات التي تنص عليها المذكرة 74 التي لم يتوصل بها نساء ورجال التعليم إلا في منتصف شهر ماي الحالي مع العلم أن امتحانات الدورة الأولى قد خضعت للصيغة القديمة كما أن السلوكات "المخزنية" لبعض المفتشين وبعض المديرين الذي أرهبوا التلاميذ لاجتياز الامتحان واستقدام عناصر من خارج المؤسسات المعنية للقيام بالحراسة قد أججت غضب التلاميذ والاباء الذين حضروا بقوة الى الوقفة النقابية

كما رفع التلاميذ شعار

والتعليم عواج عواج ماخصنا غير الادماج
ألو الساد الساد الساد
مابغيناش الادماج

خنيفرة

الخميس، ١٢ رجب ١٤٣١ هـ

تلاميذ خنيفرة يقاطعون امتحانات السنة السادسة ابتدائي



بيان

الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
مكتب الفرع
خنيفرة



بيان

توصل مكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بخنيفرة بعريضة موقعة من طرف أمهات وآباء وأولياء تلاميذ مدرسة ابن سينا بخنيفرة ومدارس أخرى يحتجون فيها بشدة على الظروف غير التربوية التي يجتاز فيها أبناؤهم وبناتهم امتحانات المستوى السادس في إطار المذكرة 74 المتعلقة بنظام التقويم و الامتحانات بالتعليم الابتدائي الخاصة بثلاث جهات فقط و التي توصل بها نساء ورجال التعليم في منتصف شهر مايو من السنة الجارية وقاطعتها 6 نقابات تعليمية بالإقليم مما خلق نوعا من الارتباك وخاصة أن الدورة الأولى من الامتحانات مرت وفق النظام القديم للامتحانات.

كما أن محاولات النيابة الإقليمية وبعض المديرين فرض الامتحان وفق الصيغة الجديدة والاستعانة بخدمات أشخاص من خارج قطاع التعليم والتهديد الذي تعرض له بعض ممثلي جمعية أمهات وأباء ,أولياء التلاميذ من طرف رجال السلطة قد أججت غضب أمهات والآباء وكذا التلاميذ الذين نظموا مسيرات احتجاجية بمريرت وخنيفرة انتهت أمام مقر النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بخنيفرة .

إننا في مكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بخنيفرة وبناء على العرائض والشكايات التي توصلنا بها نعلن مايلي :

تثميننا لمواقف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بخصوص الميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي يضرب في العمق مجانية التعليم .
اعتبارنا أن البرنامج ألاستعجالي الذي تندرج فيه المذكرة 74 ما هو إلا تنفيذ مضامين الميتاق الوطني للتربية والتكوين
تضامننا مع التلاميذ وجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ الذين احتجوا على الظروف غير التربوية التي حاولت النيابة الإقليمية للتربية والتكوين فرضها عليهم .
استنكارنا لاستقدام أشخاص غرباء تعويضا للأساتذة الرافضين للمذكرة المنظمة للامتحان .
مطالبتنا الجهات المعنية بالكف عن سياسة الارتجال في قطاع التربية الوطنية التي تضرب حق بنات وأبناء الشعب المغربي في تعليم عمومي وجيد ومجاني

عن المكتب

خبر عاجل

تعثر امتحان السنة السادسة بخنيفرة هذا المساء بعد ان مر بشروط غير تربوية في الصباح حيث اعتصم اولياء واباء وامهات التلاميذ بابواب المؤسسات رافضين ادخال اطفالهم واقد اشتكوا من عدة خروقات سنوردها بالتفصيل حالما نتوصل بالعرائض والصور.

الخميس، ٢٧ جمادى الآخرة ١٤٣١ هـ

بالثانوية الإعدادية ابن طفيل.



اختتام الأسبوع الحقوقي الثاني حول:
"الحق في البيئة السليمة رهان التنمية المستدامة"،
من 10 إلى 16 ماي2010.
لنادي التربية على حقوق الإنسان والمواطنة.
بالثانوية الإعدادية ابن طفيل.
نيابة طنجة- أصيلة.



كان تلاميذ وأطرالثانوية الإعدادية ابن طفيل بطنجة على موعد مع الدورة الثانية للأسبوع الحقوقي لهذه السنة من 10 إلى 16 ماي 2010حول محور:" الحق في البيئة السليمة رهان التنمية المستدامة " كتقليد تربوي تمكن من خلاله جميع المساهمين من ترسيخ قيم المواطنة وحقوق الإنسان بتأطير من النادي الموازي لهذه الأنشطة التربوية الإشعاعية المواكبة للحملة العمومية المرتبطة بالتحسيس بأهمية الحفاظ على البيئة و علاقتها الوثيقة بمجال دعم التنمية المستدامة بهدف تفعيل الحياة المدرسية وترسيخ ثقافة المشاركة في مجال الحياة العامة ومد جسور التواصل مع المحيط العام .
وقد شكلت هذه التظاهرة الحقوقية فرصة سانحة لدعم قدرات المدرسة العمومية على مسايرة مستلزمات الانفتاح والمواكبة للتطورات المعرفية الراهنة، و تعميق تجربة نوادي حقوق الإنسان بمد جسور التواصل مع الفاعلين التربويين و المدنيين ومختلف المصالح العمومية المرتبطة بجمال المحور المطروح للمتابعة والتحسيس بين صفوف عموم التلاميذ ،وذلك بمساهمة الأساتذة المشرفين على الأندية بالمؤسسة في بإشراكة هيئات مدنية فاعلة على المستوى الوطني والمحلي كالجمعية المغربية لحقوق الإنسان و رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين، والمنتدى المتوسطي من أجل المواطنة، و جمعية التنمية المحلية المتوسطية بطنجة، بالإضافة إلى تنسيق ودعم من المندوبية للمياه والغابات والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب و مندوبية وزارة الأشغال العمومية بطنجة

وانطلق التحضير لهذا النشاط بوضع برنامج الأسبوع الحقوقي الثاني كمشروع تربوي موازي داخل المؤسسة بالإعتماد على الهيكلة التنظيمية الديمقراطية الداخلية للنادي على قاعدة إشراك التلاميذ في جميع مراحل التفكير والإعداد والتنفيذ والتقييم إلتزاما بالبرنامج السنوي العام للنادي بعد استكمال الإستحقاقات الهيكلية السنوية، وقد عقد في هذا السياق اجتماع خاص بأعضاء مجلس النادي يوم الأربعاء5ماي 2010 كورش تربوي مفتوح على الطاقات الداخيلة للمؤسسة وتفاعلها مع مكونات الإطارات المدنية وفق معايير جودة التنشيط التربوي والبيداغوجي الملائم لهذه المحطات .



و افتتح الأسبوع أشغاله يوم الإثنين 10 ماي على الساعة 9.30 صباحا وفق البرنامج المسطر بكلمة للسيد محمد الطاص رئيس المؤسسة، أعقبتها كلمة التلميذة هدى القسطيط منسقة النادي، و بعد ذلك كلمة عضو المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان علي الطبجي ،وتبعه تقديم عام لبرنامج الأسبوع حيث تلاه العرض الأول التمهيدي حول موضوع : " الإنسان والبيئة أية علاقة ؟ من تأطير الأستاذ المشرف على النادي بالمؤسسة عثمان حلحول.

واستأنف الأسبوع أشغاله في اليوم الثاني الثلاثاء 11ماي من الساعة 10 إلى غاية 12 صباحا بعرض للأستاذ الحسن المحمدي علال عضو المنتدى المتوسطي للمواطنة بطنجة حول موضوع : المرجعية الكونية للحق في البيئة والتنمية المستدامة، المتمثلة في الصكوك الدولية المتعلقة بالمجال.


وفي اليوم الثالث الأربعاء 12ماي تابع الأستاذ محمد الغريش بصفته مشرف على النادي بالمؤسسة تنشيط التظاهرة بورشة تمحورت حول:" الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة بالمغرب " كإطار محلي تلتزم فيه الدولة بتعهداتها في مجال تدخلها لحماية البيئة وارتباطها بالتنمية من الساعة 4 إلى 6 مساء.



وتابع اليوم الرابع الخميس 13ماي فعالياته باستضافة إطار مدني محلي نشيط بمدينة طنجة في مجال الدفاع يتمثل في رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين من خلال رئيسها الأستاذ محمد منصور في ورشة حول : "دور المجتمع المدني في حماية البيئة ودعم مجال التنمية المحلية" كتجربة تستحق المتابعة والمناقشة من الساعة 4 إلى 6 مساءا.


وتمت برمجة اليوم الخامس من الأسبوع الجمعة 14 ماي للترفيه والاستفادة النوعية بتوظيف واستثمار الشريط الوثائقي الخاص عن البيئة والتغيرات المناخية على الأرض : " بيتنا الأرض" قام بتنشيطه الأستاذ النفس الزكية بنصبيح إطار بجمعية التنمية المتوسطية المحلية بطنجة يوم الجمعة انطلاقا من الساعة 5مساءا .



أمَّا اليوم السادس السبت 15 ماي فقد كان عبارة عن ورش تطبيقي في مجال الدفاع عن قيم حماية البيئة بحملة تشجير أطرها الأستاذ سعيد الفني الرايس مشرف على نادي البيئة بالمؤسسة بتنسيق مع مندوبية المياه والغابات وتوجيه عام من قبل السيد مدير المؤسسة والأستاذ المشرف على النادي عثمان حلحول من خلال المداخلات التقييمية لنوعية النشاط وإدماج مبادرات بعض باقي تلاميذ المؤسسة في هذا السياق المرتبط باليوم العالمي للأرض بإهداء مزهريات وتوزيعها على الأقسام من اجل الحسيس بأهمية الحفاظ على البيئة .



وكان يهدف البرنامج في اليوم السابع للأحد 16ماي إلى تعزيز مكتسبات التلاميذ المعرفية طيلة الأسبوع ودعم قدراتهم ومهاراتهم السلوكية اتجاه البيئة من خلال تنظيم رحلة خارجية إلى محطة معالجة المياه الصالة للشرب وتلقي مختلف الشروحات المتعلقة بقيمة الماء في الحياة وزيارة سد 9أبريل للإطلاع على مكوناته ومخزونه بتأطير مباشر من قبل المسؤولين على هذه المنشئات العمومية ، والانتقال بعد ذلك إلى الوقوف على مجال التنمية المرتبط بأهمية التراث في حياة الإنسان من خلال زيارة المدينة العريقة بأصيلة ومختلف فضاءاتها المعمارية المغربية ثم معاينة الموقع الأثري ليكسوس بمدينة العرائش و إدراك دوره الحضاري و التاريخي في الحفاظ على خصوصية الهوية الثقافية وتجديد عناصرها.
وقد سجل أعضاء النادي قي اجتماع تقييمي خاص بهذه الدورة بأن الأداء التنظيمي التشاركي المتوازن خلق مجال إشعاع للنادي على المستوى الخارجي والداخلي حيث تقوت علاقات المؤسسة بالفاعلين المدنيين والمتتبعين التربويين لشأن الأندية ،وذلك من خلال شهادات الضيوف المتدخلين و مرافقيهم الذين حضروا خصيصا قصد الإطلاع المباشر على هذه التجربة ومدى الإلتزام بالمنهجية البيداغوجية الجديدة في التنشيط و التأطير التفاعلي و التواصلي في مختلف الورشات والعروض بالوسائط الرقمية .

و عبر كذلك أعضاء مجلس النادي عن ارتياحهم لحيوية المضامين الجديدة التي كانت محور هذه الدورة من خلال إقبال واسع لبقية تلاميذ المؤسسة على مختلف الفقرات، و مكنهم هذا المجال من نسج علاقات تفاعلية جديدة بالمؤسسة بفضل الأنشطة الموازية للنادي بما فيها الرحلات الهادفة التي فتحت إمكانيات أكبر للتفاعل في فضاءات خارجية مفتوحة على غرار الرحلة الحالية وأبعادها المعرفية والترفيهية ،وكسب ثقة المحيط الأسري ،واستثمار هذه التجربة في تطوير الكفايات الممتدة في التخطيط الهادف في مجال المشاريع التربوية مع استحضار البعد الإشعاعي لهذا النوع من التظاهرات في تعميم التجارب عبر سائل الإعلام .