الثلاثاء، ١٧ ربيع الآخر ١٤٣٢ هـ

تاريخ الحركة التلاميذية المغربية... محفز للمستقبل


تنهج الدولة سياسة همجية ومنظمة في نفس الوقت للانقضاض على ما تبقى من التعليم العمومي عبر تطبيق مخططاتها التبعية. هذه السياسات وعبر تاريخها الطويل حاولت وتحاول ضرب مجانية التعليم بالنسبة لأبناء الشعب المغربي، الشيئ الذي أدى إلى تذمر التلاميذ في أنحاء البلاد الذين أحسوا بأن مستقبلهم في خطر كبير ومن تم بدؤوا تنظيم وقفات احتجاجية ومسيرات مناهضة ، مؤمنين بأن الحقوق تنتزع ولا تعطى، لكن مثل هذه النشاطات النضالية تحتاج لتنسيق أو لحركة مستقلة أي نقابة أو جمعية أو منظمة يقودها التلاميذ بأنفسهم لتأطير هذه النضالات، وكذا تعبئة التلاميذ وتوعيتهم بضرورة النضال من أجل أبسط حقوقهم المشروعة.

تاريخ يتطلع للمستقبل المشرق :

نظرا لقلة المعطيات المكتوبة عن التاريخ النضالي للحركة التلاميذية و الأشكال التنظيمية التي اتخذتها. سنقف عند المحطات

الأساسية التي وسمت هذا التاريخ الذي كان بدوره امتدادا للتحولات السياسية والمخاضات التي عاشها المغرب، منذ الاستعمار المباشر إلى اليوم، مرورا ببدايات الاستقلال الشكلي، ثم سنوات السبعينات.

لقد لعبت المدرسة العصرية التي أسسها المستعمر أثناء مرحلة الإستعمار دورا أساسيا في تشكيل الحركة الوطنية، فقد تخرج من هذه المدارس عدد من المناضلين، ساهموا في بناء الحركة الوطنية التي ناضلت ضد الإستعمار ابتداءا من مطلع الخمسينات من القرن الماضي. كما كان للمدارس الوطنية الخاصة التي بناها بعض أغنياء الحركة الوطنية دور أساسي في إنتاج عدد مهم من كوادر الحركة الوطنية.

بعد الاستقلال الشكلي سنة1956عرف التعليم في المغرب تعاقب مجموعة من المخططات(مخطط سنة 1957،1965،1968) والذي اعتمد فيه النظام سياسة تقضي بتقليص حجم التعليم الابتدائي اتقاءا لبطالة الخرجين.

لقد كان لبنود الطرد التي احتواها المخطط، دورا مهما في تأجيج غضب التلاميذ، الدين كانوا يشتغلون في إطار وداديات التلاميذ التي كانت مرتبطة أساسا بالإتحاد الوطني لطلبة المغرب، والتي تعرضت للمنع عقب سن هذا المخطط التخريبي.

لقد عبر التلاميذ عن غضبهم بخروجهم إلى شوارع البيضاء يوم 23 مارس 1965 حيث ساندتهم الجماهير الشعبية التي اكتوت هي الأخرى بنار المخططات الطبقية التي انهال بها عليها النظام القائم في المغرب، فكانت انتفاضة شعبية مجيدة هزت النظام المغربي، فانهال عليها بقمع أهوج خرج فيه الجيش إلى الشوارع ليخلف وراءه مئات الشهداء.

شكلت بداية السبعينات بداية بروز المواقف التقدمية، هذا ما دفع إلى تأسيس النقابة الوطنية للتلاميذ في أبريل 1972 بعد أن تم السماح للوداديات أن تعود للإشتغال في غياب الإرتباط بالإتحاد الوطني لطلبة المغرب. إلا أن الجماهير التلاميذية أبت إلا أن تتقدم بتنظيمها إلى الأمام خلافا لما كان يدعوا إليه الإتحاد الوطني للقوات الشعبية، الذي تشبت بالعمل داخل الوداديات ولم يبد أية رغبة في تطوير تنظيم التلاميذ.

وعرفت الحركة التلاميذية بعد تأسيس إطارها النقابي دينامية نضالية كبيرة، إلا أن موجة القمع العارمة التي تعرضت لها هده الحركة طيلة فترة السبعينات أدت إلى تقليص ديناميتها، إلا أنها ضلت متشبثة بإطارها النقابي تحت نيران النظام القائم في المغرب، قبل أن يتم إجهاضه سنة 1976.

لقد عرفت الحركة التلاميذية مدا جديدا في مرحلة الثمانينات، تجلى في نضالاتها البطولية طيلة هده الفترة و أيضا في الاعتقالات ( الكبناني أحمد 4 سنوات ، السكيتي كمال 5 سنوات سجنا...) و الإستشهادات التي شهدتها ( الشهيد محمد كرينة، فريد أكروح، سعيد بودفت... إلا أن ذلك كان هذه المرة في إطار لجان ثقافية دون أن يكون لها ارتباط مباشر بأية منظمة.

ساهمت الحركة التلاميذية في اندلاع الإنتفاضتين المجيدتين لسنتي 1981 و 1984، حيث نالت بعدهما نصيبها من القمع و الاعتقال، فنتج عن ذلك فراغ على مستوى الساحة التلاميذية ساهم في تكريسه الدور الدي لعبته القوى الإصلاحية في التصدي لأي عمل تقدمي وسط التلاميذ، إبداءا لحسن سلوكها و تقربا من النظام كعادتها عقب كل فترات القمع التي شهدتها البلاد .

لقد ساهم الهجوم الأصولي في مطلع التسعينات و المدعوم من طرف الرجعية في انشغال الحركة التلاميذية بصراعات هامشية ولدتها العناصر الرجعية، حتى وصلت إلى مرحلة جديدة من الركود و التراجع.

هذا التاريخ المشرق، الملئ بالبطولات والصامد أمام الاجتتات، هو نبراسنا المستقبلي، فلنستفد منه، لتسليح جيلنا بدروس لا غنى عنها للتقدم في النضال. على درب شهيدنا محمد كرينة نسير.


عاشت الحركة التلاميذية المغربية حرة - مستقلة

ليست هناك تعليقات: