الجمعة، ١١ محرم ١٤٣٢ هـ

تلاميذ إفران أ/ص يعرون أضاليل إصلاح التعليم


تحشد نتائج تطبيق وصفات تخريب التعليم العمومي، عزيمة المتضررين المباشرين منه، الطلبة والتلاميذ بالخصوص. وبين الفينة والأخرى تنفجر نضالات تلاميذية تحول الثانويات لساحة نضال حقيقية، تحتوي بذور المواجهة المستقبلية التي يجب دعمها، بالتضامن معها. وتطويرها بتنظيمها.

هكذا تنبجس نضالات تلاميذية بطولية، ضدا على شروط الدراسة الغير إنسانية، حيت حولت "إصلاحات" الدولة، مؤسسات التعليم العمومي لمآتر تاريخية، تصلح للتأمل وليس للتحصيل الدراسي. ولا غرابة أن تكون مطالب التلاميذ في كل المؤسسات متشابهة، مرتبطة باهتراء البنيات التحتية، وغياب المدرسين. هذا، لان جذر ذلك يعود لسياسة وحيدة وواحدة، لا زالت الدولة تصر على تسميتها، إصلاحا، سرعان ما يثبت الواقع، أنها تخريب على تخريب.

مفجر النضالات، بنيات تحتية أم مآثر تاريخية !

في إفران الأطلس الصغير، هذه المرة، بعد فم الحصن وتزنيت وسكورة ووجدة والخميسات. انتصب التلاميذ للدفاع عن حقوقهم، بعدما ضاقوا ذرعا بالحوارات والوعود المعسولة.

استبشر تلاميذ إفران سنة 2006، ببدء أشغال بناء ثانوية المختار السوسي، حتى يتسنى لهم متابعة دراستهم في ثانوية مستقلة، وفي ظروف جيدة. بعدما ادمجوا قسرا في إعدادية، منذ سنة 2001. لكن طموحات التلاميذ، ذهبت أدراج الرياح، بعد توقف الأشغال المفاجئ. ورمي مشروع الثانوية في سلة المهملات.

هكذا حكم على إعدادية بئر إنزران، أن تتحول قسرا لثانوية. ما فرض على التلاميذ، تقبل الدراسة في ظروف لا إنسانية، منها الإكتضاض، والقاعات المهترئة، وغياب بنيات تحتية إجمالا، رغم تزايد عدد التلاميذ، الذي وصل هذه السنة إلى حوالي 1400 تلميذ وتلميذة.

كانت بداية السنة الدراسية 2010/2011، بداية نضال التلاميذ، بإضرابات متقطعة، و بعد حوارات مع الإداراة، قرر التلاميذ توقيف معركتهم، وانتظار تحقيق الوعود. لكن بعد مرور أزيد من ثلاثة أشهر، ذهبت الوعود أدراج الرياح. إذ لم تتحقق مطالب التلاميذ. وبعد طول انتظار، قرروا خوض معركتهم، والتصعيد لانتزاع مطالبهم المشروعة.

تتمثل مطالب تلاميذ إفران، في غياب بنية تحتية ملائمة ـ إنعدام المرافق الرياضية ـ عدم الاستفادة من الخزانة ـ تزويد القاعات بالإنارة- توفير آلة النسخ ـ توفير الصنابير- تجديد أثات القسم الداخلي... كلها مرتبطة بالبنية التحتية.

التصعيد في النضال و الإضراب عن الطعام

أمام هذا الوضع دخل تلاميذ و تلميذات ثانوية/إعدادية بئر إنزران، في معركة مفتوحة من أجل تحقيق مطالبهم، و توفير الشروط اللازمة للدراسة الجيدة. انطلقت يوم الاثنين 28/11/2010 حيث تم توقيف الدراسة والاعتصام أمام الإدارة. توج هذا الأخير بإضراب عن الطعام نفذه 18 تلميذا في البداية، من داخل الإدارة. وتزايد عدد المضربين في يوم الثلاثاء، حيت وصل 24 مضربا عن الطعام. توج الإضراب كذالك بمبيتات ليلية داخل الإدارة. وحلقات نقاش خارج الثانوية بحضور طلبة وبعض معطلي المنطقة، الذين دعموا التلاميذ في معركتهم.

رغم مسلسل الترهيب والتخويف الذي تعرض له التلاميذ، بإرسال استدعاءات لهم، والاتصال بعائلاتهم، لم يثنيهم ذلك على مواصلة المعركة. حيث شهد يوم الأربعاء 30/11/2010، حالات إغماء في صفوف التلاميذ، على الساعة الثالثة صباحا. ما دفع التلاميذ للتصعيد مجددا دعما لرفاقهم المضربين عن الطعام. حيث نظموا مسيرة خارج الثانوية في اتجاه السوق الأسبوعي، في اتجاه القيادة، تخللتها كلمات تعبوية تشرح للأهالي سبب الإضراب.

هذا ما حدا بنيابة التعليم بكلميم، لإرسال مجموعة موظفين للحوار مع التلاميذ، وبعض الأمهات والآباء، لكن التلاميذ انسحبوا من الحوار واعتبروه غير جدي، وطالبوا بحوار مباشر مع النائب الإقليمي للتعليم.

درس قديم يتجدد، مطالب التلاميذ تنتزع ولا تعطى

لم تجد نيابة التعليم، خيارا آخر أمام إصرار التلاميذ، وسارعت في برمجة لقاء يجمع التلاميذ مع النائب الإقليمي للتعليم، كان ذلك يوم الإثنين 5/12/2010. التزم على إثر معركة التلاميذ، على تلبية مطالب التلاميذ، التي بدأت فعلا نفس اليوم.

انتزاع هذه المطالب، رغم بساطتها، يعد انتصارا لإرادة التلاميذ. لذلك تعد الانتصارات الجزئية شرطا ضروريا لاسترجاع التقة في النضال لدى شبيبة المدارس، للتقدم إلى الأمام لإحراز إنتصارات كبرى. هذا ما يلقي على المناضلين، وكذا الإطارات المناضلة مهمة دعم رفاقهم التلاميذ أشد الدعم.

حسن ومحمد

ليست هناك تعليقات: