الجمعة، ١١ محرم ١٤٣٢ هـ

احتجاجات التلاميذ بورزازات ودلالاتها


مرة أخرى تخرج جماهير التلاميذ بمدينة ورزازات في مسيرة حاشدة يوم الخميس 16/12/210، هي الأضخم من سابقاتها حيث أفرغت المؤسسات الإعدادية والتأهيلية بالكامل .جاءت مسيرة من جماعة تارميكت حيث وجود تلاث مؤسسات، ومسيرة أخرى من مختلف ثانويات المدينة،لتلتقي الجموع أمام باب النيابة،وترديد شعارات من قبيل "لسنا مشاغبين بالحقوق مطالبين" "البوليس سير فحالك*هادشي ماشي ديالك" "النيابة الشفارة...." ليرتفع فجأة شعار الإعلان عن توجه المسيرة نحو العمالة.

رشقت الجموع واجهة النيابة بالحجارة وكسرت زجاجها ،ورشقت مقر العمالة مما تسبب في إصابة عنصر من القوات المساعدة في عينه، حسب ما يروى بعين المكان. وجلي أن اشكال تنفيس الغضب هذه ليست إلا نتيجة الطور الأولي الذي يوجد عليه تنظيم التلاميذ، والذي لا بد سيزول بظهور أشكال تنظيمية أكثر وعيا.


رفعوا لافتات مشدودة الى أعواد من قصب ، كتبوا عليها شعارات الاحتجاج على الوزارة والنيابة والمطالبة بحقهم في الدراسة .
في كل احتجاجاتهم، يعتمد التلاميذ في تنظيم أنفسهم على قواهم الذاتية،حيث لاتزال النقابات التعليمية بورزازات عاجزة عن دمج التلاميذ والآباء في نضال واحد دفاعا عن المدرسة العمومية .


دلالة احتجاجات التلاميذ:


من بين ما تعنيه الاحتجاجات الجارية للتلاميذ ،حصول تطور كبير في الوعي بالمشاكل العميقة لقطاع التعليم، فالمدرس الذي يشارك في الإضراب ويهجر قاعة الدرس لم يعد خصما أو عدوا ، بل مظلوما بدوره ، وأن مؤسسات سلطوية بعينها هي من يتحمل المسؤولية فيما يتعرض له التعليم من تخريب ، وهذا ما يدل عليه توجه المسيرة نحو نيابة التعليم ثم مقر العمالة . ولاشك أن هذا التطور الحاصل في الوعي ، ساهمت فيه بشكل أساسي التعبئة الشاملة التي رافقت اضراب شغيلة التعليم سواء بالمدينة أو بجهة سوس ماسة درعة ككل ، اثر الاقتطاعات الانتقامية من أجور رجال ونساء التعليم بالجهة، على خلفية اضرابات السنة الماضية، وحيث عبر التلاميذ على لسان احدى تلميذات الثانوي التأهيلي التي تحدثت باسمهم في لقاء مفتوح للشغيلة خلال الاضراب ، عن تضامنهم التام مع الشغيلة التعليمية ،وحيث لم تطالب المتحدثة باسم الثلاميذ سوى بتعويض ما يمكن تعويضه من الدروس . هذا المطلب ، عبر المدرسون والمسؤولون النقابيون عن استعدادهم للاستجابة له.


لقد خلقت المعركة الأخيرة للشغيلة التعليمية بورزازات تحولا كذلك في موقف رجال ونساء التعليم من النقابة كأداة للنضال. إن المطلوب الآن ، هو أن يستمر التنسيق النقابي المسنود من القواعد ، وأن تحسن النقابات التعليمية بالاقليم استثمار المصداقية التي أصبحت تحظى بها ، وتعاطف الثلاميذ والآباء ، لتطوير الممارسة النقابية بخلق تحالف عريض بين كل المعنيين بالدفاع عن المدرسة العمومية، من تلاميذ وأباء وشغيلة، وتحويل النضالات الآتية الى نضالات مشتركة بين كل هذه الفئات.


صامد - مناضل نقابي بالكدش. ورزازات.

ليست هناك تعليقات: