الأربعاء، ١ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

الثانوية التأهيلية الحسن الثاني- بويزكارن هاذي هي "مدرسة النجاح" وإلا فلا

تعيش الثانوية التأهيلية الحسن الثاني- بويزكارن، أوضاعا أقل ما يمكن أن توصف بها أنها "مزرية وغير ملائمة" للعملية التعليمية.
إن جعل التلميذ "في قلب العملية التعلمية"، تفهمه إدارة الثانوية بطريقتها الخاصة: عنف لفظي وبدني تجاه التلاميذ، اكتظاظ بالأقسام، رداءة البنيات التحتية، حياة بالداخلية شبيهة بالسجون..
هذا تقرير موجز عن هذه الأوضاع المزرية، التي يعيشها تلاميذ الثانوية، الذين يطلب منهم التفوق في وسط أعدم فيه "ميثاق التربية والتكوين" كل شروط التحصيل العلمي البسيط، فبالأحرى الحديث عن شيء اسمه "التفوق والتميز":
· الـداخـلـيـة:
المشكل الرئيسي الذي يعانيه نزلاء الداخلية هو رداءة التغذية. فالمنحة المخصصة لكل تلميذ ضئيلة جدا من أصله، لا تتعدى 7.5 دراهم يوميا لكل تلميذ. هذا يعني أن تلاميذ الداخلية يعيشون تحت عتبة الفقر المحدد بـ 10 دراهم يوميا حسب معايير البنك الدولي.
حتى هذا القسط الرديء يتعرض للقضم في داخلية ثانوية الحسن الثاني، حيث حذف "كأس دانون"، كان يقدم في كل وجبة عشاء وتعشى التلاميذ أكثر من مرة بالمربى والخبز إضافة إلى رداءة الطبخ. بالله عليكم كيف نطلب من تلميذ لا يتلقى الحد الأدنى من السعرات الحرارية أن يفهم آراء سقراط ونظريات أقليديس وتجارب الفيزياء، بالأحرى ممارسة الرياضة.
يسجل أيضا غياب "الدوش" بالقسم الداخلي، حيث يتوصل التلاميذ بأذونات للاستحمام خراج القسم الداخلي.
· الـبـنـيـة التـحـتـيـة:
تسجل بثانوية الحسن الثاني- على غرار جميع مدارس المغرب- معدلات خيالية للاكتظاظ. حيث يبلغ متوسط التلاميذ بكل حجرة دراسية 40 تلميذا. هذا الوضع يجعل التلاميذ يضيعون ربع الحصة الدراسية في البحث عن المقاعد، بالإضافة إلى الجو غير الصحي بالنسبة لسير الدرس في قسم يتعدى فيه التلاميذ أربعين نفرا. إن الأستاذ يحتار ما بين تأدية دور المدرس أو دور شرطي مرور لتنظيم هذا العدد الهائل من التلاميذ.
قلة المرافق الصحية:
مرفق به 4 حجرات بالنسبة للذكور، وآخر بالنسبة للإناث. أي 8 حجرات لما يقارب 1000 تلميذ. وتعاني مراحيض الذكور من غياب الأقفال ما يجعل قضاء الحاجة بمراحيض الثانوية شبيها بقضائها بالهواء الطلق. نضيف إلى ذلك سوء حالة الحنفيات؛ فهي غير مربوطة بالواد الحار حيث يصب ماء الاغتسال مباشرة على أرجل المغتسلين، فيضربون عصفورين بحجر واحد.
· مـشـاكـل مـتـعـلـقـة بـالـتـعـلـيـم:
- بالنسبة للعلميين؛ يسجل غياب التجهيزات بالمختبر، حيث تقل التجارب التطبيقية، ويقتصر الأستاذ على الجانب النظري فقط.
- حذف مادة الثقافة الفنية بالنسبة للأدبيين
- حصر الاستفادة من مادة الإعلاميات في الجذع المشترك فقط (ساعتين فقط في الأسبوع)
- فقر مدقع بالنسبة لخزانة المؤسسة من ناحية المراجع.
- التضييق على الأنشطة الثقافية للتلاميذ، حيث تتخوف منها إدارة المؤسسة، كمن يتخوف من مرض معد.
هذا الوضع المزري والذي لا يمكن استحماله، يجعل التلاميذ يعيشون على أعصابهم ويتقطعون غيرة على أوضاع مؤسستهم والمستوى الذي انحدر إليه التعليم العمومي.
بدل أن تبحث الإدارة عن حلول لهذه المشاكل، بدأت في حملة صيد ضد "التلاميذ المشاغبين". أي التلاميذ الذي لا يرضون بالتعلم في هذه الأوضاع. فتعددت حالات التلاميذ المعروضين على المجلس التأديبي وكثرت حالات العنف اللفظي والبدني في حق التلاميذ. بالإضافة إلى أشكال تصفع شرف الشبيبة التلاميذية وتجرح كرامتها، حيث تستقدم الإدارة آباء التلاميذ وتحرضهم على "تربية أبنائهم" أي تعليمهم- بالعصا طبعا- "أخلاق الخنوع والطاعة والاستسلام" لواقع التعليم بالمؤسسة.
إن الإدارة التي تسكت عن هذه الأوضاع في أحسن الأحوال، أو التي تكرسها في أسوءها، هي من يخرق القانون، وليس التلاميذ الذي يعبرون عن استيائهم مما آل تعليم أريد له أن يكون "تعليم جودة" و"مدرسة نجاح" على حد تعبير المخطط الاستعجالي الذي يتغنى بهذه الشعارات ويحرم المدرسة في نفس الوقت من الإمكانيات المادية لتحقيقها.

"قد نرتكب أخطاء إملائية، لكننا نعرف حقوقنا"

ليست هناك تعليقات: