مرة أخرى ضرب وتعذيب بالثانوية التأهيلية الحسن الثاني/ بويزكارن متى ينتهي هذا الإذلال؟

هذه المرة صدقوا. نعم هذه المرة صدقوا، رغما عنكم ستصدقون. حدث غريب وقع في ساحة الثانوية التأهيلية الحسن الثاني ببويزكارن.
ماذا وقع بالضبط؟
حارس عام من الوزن الثقيل (وزن الدبٌابة) يخوض مباراة ملاكمة غير متكافئة مع ثلاثة تلاميذ من الوزن الخفيف (وزن الذبابة)، وانتهت المقابلة بفوز الحارس العام بعدة جولات نظيفة.
وسط الهرج والمرج الذي يحدثه التلاميذ أثناء دخولهم من الساحة إلى الأقسام، ثار غضب هذا الحارس إزاء مشهد الغبطة والفرح هذا، وصب جام غضبه على ثلاثة تلاميذ مطبقة القاعدة القديمة "عقاب الجزء بالجماعة".
اختار ثلاثة تلاميذ من الجميع، كما يختار السيد من بين عبيده لتأديبهم بالسوط. لكن الحارس العام استعاض عن السوط باللكمات التي وجهها إلى وجوه التلاميذ الثلاثة أمام زملائهم.
ألحيان سعيد، بوسحور عبد الله والمختار أوعيسى. الضحايا اللاحقون للحارس العام الذي يتلذذ بضرب التلاميذ و"سلخهم".
دامت مباراة الملاكمة- من جانب واحد طبعا- عدة دقائق انهال فيها الحارس العام على وجوه الضحايا كما تنهال الصواعق، وقبضاته على أنوفهم كأن طيرا أبابيل تقصفهم بأحجارها المستقدمة من الجحيم.
بعد انتهاء المباراة خرج التلاميذ والدموع تنهمر من عيونهم المنتفخة إلى حدود انتزاعها من أماكنها من فرط البكاء. علق أحد التلاميذ بسخرية عن مدى التعذيب الذي تعرض له بأنه "رأى عزرائيل يبتسم له"، ناسيا أن عزرائيل الحقيقي هو الحارس العام الذي أدبه كما يؤدب أب من القرون الوسطى ابنه الشقي.
ليست هذه حالة استثنائية فقد سبق أن نشرنا لائحة بأسماء ضحايا العنف بهذه الثانوية. وسجلت حالة أخرى قذف فيها أستاذ تلميذته المحصنة بممارسة الدعارة. وهددها بالضرب حتى تعرضت المسكينة للإغماء وتم نقلها بسيارة الحارس العام إلى المستشفى.
إن هذه الظروف ليست بتاتا بظروف التحصيل العلمي، ويجب على الإدارة أن تتحمل مسؤوليتها عن هذا الوضع غير السليم.
لا يجب أن يخجل التلاميذ بالتقدم بشكايات إلى المسؤولين المباشرين عن ممارسي العنف، ضدهم. فالتعنيف البدني والضرب والتعذيب أشياء لا يجب التساهل معها.

كفى احتقارا لكرامة التلميذ
جسد التلميذ مقدس، وليس كيسا للكم واللطم
جميعا لصون كرامة التلميذ