الأربعاء، ٢ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

تقرير عن معركة تلاميذ ثانوية بئر إنزران بإفران الأطلس الصغير*



تعليم معلول

بعد سنوات من تطبيق ما يسمونه "بإصلاح قطاع التعليم" أصبح هذا القطاع يعيش وضعا كارثيا، إصلاح أجهز على الأخضر واليابس حتى أصبحت المؤسسات التعليمية مجرد ماتر تاريخية يتوافد عليها التلاميذ للزيارة وليس للتربية والتلقين.فحتى تعليم العصور الغابرة كان أحسن حالا من الوضع الراهن. بثانوية بئر إنزران لا مكان للإستراحة ولا مكان لروي العطش ولا مكان للمطالعة وللرياضة ولا حتى لقضاء الحاجة...هذه هي صورة الإصلاح الذي تتفانى الدولة في تمريره بالتدريج والحزم غير مكثر ة بمصير بملايين التلاميذ والتلميذات .

تحمل التلاميذ كافة أصناف المعاناة والاحتقار منها الدراسة بالقرب من مواد البناء ( الياجور-الاسمنت...) وأصوات العاملين تعلو على أصوات الأساتذة والدراسة في قاعات مركبة مهترئة وغير صالحة، التماطل في بناء ثانوية المختار السوسي منذ 2006 ،هذا كله أملا في أن تتغير معاناتهم يوما لكن ومع الدخول المدرسي النوعي2009/2009 الذي تميز بتطبيق ما يسمى المخطط الإستعجالي . الذي لا يعني شيئا غير استعجال وأد كل ما له علاقة بالجودة والمجانية في قطاع التعليم بدا بإتقال كاهل العائلات برسوم التسجيل بشتى أصنافها ( التأمين الرياضي-جمعية الآباء...) و أثمان الكتب... أما أوضاع القسم الداخلي فتلك قصة أخرى ( ظروف النوم-التغذية- الصرف الصحي...) مما جعل جو التذمر يملأ كل مكان.

حركة تلاميذية على الطريق الصحيح

دفعت ظروف الإذلال كافة التلاميذ إلى النهوض للنضال كبقية رفاقهم بباقي الثانويات من أجل حقوقهم وكرامتهم كبشر. اجتازوا كافة الأشكال السلمية بدءا بتقديم الملف المطلبي للإدارة(حق إعادة التمدرس-تجديد مكتبة جمعية الآباء-توفير أساتذة الإعدادي-إعادة تأهيل الجناح الرياضي-إنارة القاعات...)، تم حوارات ماراطونية مع الإدارة .لكن لا حياة لمن تنادي .بعد ذلك بدأ التلاميذ في التعبئة بدأ بإصدار بيان تنديدي تعبوي، ثم وقفة احتجاجية وتضامنية مع التلاميذ الغير المسجلين يوم20/10/2009 .

ماذا كان الرد: اعتقال وترهيب التلاميذ

صبيحة يوم الأربعاء 21/10/ 2009 تفاجأ التلاميذ بدخول قوى الدرك إلى داخل الثانوية مما أسفر على اعتقال المناضل "بلقاسم باحمو" ونقله إلى مركز الدرك بمدينة بويزكارن . تدخل خطوة الاعتقال هذه ضمن محاولة كسر شوكة التلاميذ وترهيبهم مخافة نمو نضالات بحجم تلك التي كانت بنفس الثانوية موسمي 2001/2002-2002/2003 والتي حققت مكاسب مهمة . فسياسة إفراغ التعليم من محتواه وإطلاق العنان للقطاع الخاص ، والتقشف في النفقات. ليست الوحيدة المطبقة فبنفس الحزم تواصل الدولة حملة القمع لرافضي هذا الوضع ففي السنة الفارطة تم الحكم على مناضلين تلامذيين بمدينة كلميم،كما تم في الأيام الفارطة طرد سبعة تلاميذ من مدينة بويزكارن وغير هؤلاء كثيرون بالحركة الطلابية وحركة المعطلين وبالنقابات...بالمدن والقرى على السواء. لكن صبوات النضال التلاميذية هذه لا يصل صداها وتحول دون تشكل وعي جماعي لدى فئة التلاميذ، لان الإعلام السائد يقوم بدوره على أكمل وجه في طمس الحقائق وخنق شرارات النضال .


من أجل ثقافة تضامن تلاميذية

أمام تنامي أجيال شابة من التلاميذ المتذمرين والمناضلين ضد كارثية الوضع التعليمي وأمام تصاعد حملة الدولة المسعورة بالقمع والتنكيل والترهيب، لرسم الحدود، وفرض الوضع ألكارتي يصبح التضامن هو المخرج ، بتجاوز الانكفاء نحو التضامن الميداني وربط النضالات التلاميذية بمثيلاتها على الصعيد الجهوي لالتقاء شرارات الكفاح التلاميذي ،لذا فمهمة كل مناضل حقيقي هي رعاية شرارات نضال الشباب بتوفير شروط تأججها وإمدادها بالخبرة اللازمة .



* لمزيد من الاضطلاع أنظر تقريرا مفصلا عن الوضع التعليمي بإفران ونضالات الحركة التلاميذية على الرابط التالي بموقع أطاك المغرب :
http://www.maroc.attac.org/jooomla/index.php?option=com_content&task=view&id=322&Itemid=106

ليست هناك تعليقات: