الأربعاء، ٢٢ صفر ١٤٣٢ هـ

نداء الى الشباب التلمذي

أيها الشباب التلمذي المناضل،

رغم كل سنوات التضليل وتزييف الوعي التي حاول فيها النظام الديكتاتوري أن يدجّننا ويحوّلنا إلى مجرد مستهلكين سلبيين لبرامجه التعليمية التي تكرّس روح الاستسلام والأنانية الفردية. ورغم كل سنوات القمع ومنعنا من حقنا في التعبير عن آرائنا في ظل ظروف مادية مُهينة من الاكتظاظ في الأقسام وغياب أبسط شروط الصحة والسلامة فيها، إلى انعدام الوسائل التربوية العصرية التي بمقدورها تنمية قدراتنا الفكرية ومهاراتنا العملية، إلى إثقال كاهلنا بكثرة المواد، وزرع خلايا التجمع الدستوري الديمقراطي في المؤسسات التربوية تحت غطاء الشبيبة المدرسية ومنظمة الشباب والأسرة، رغم كل ذلك فإننا قد بيّنا في هذه الانتفاضة العظيمة قدرتنا النضالية العالية حيث مثلنا فيها العنصر الحيوي واستطعنا أن نبث فيها روحنا الشبابية الخلاقة ونمدها في كل مرة بنفس جديد، واستطعنا أن تصهر طاقاتنا مع بقية الأصناف الشبابية الأخرى من طلبة وبطالين بما جعل منا قوة تتراجع أمامها أجهزة القمع البوليسي وتقف عاجزة أمام بطولاتنا النادرة وشجاعتنا في مواجهة القنابل المسيلة للدموع والرصاص.

لكن انتفاضتنا وان استطاعت القضاء على الديكتاتور فان مشوارها من اجل القضاء على الديكتاتورية ونظامها وحزبها ومؤسساتها القائمة مازال متواصلا ويستوجب مزيد تطوير النضالات وتنويع أشكالها من أجل تحقيق أهدافها التي نهضت من أجلها. وهذا ما يستوجب من الشباب التلمذي أن يتسلح بالأدوات الضرورية لتنظيم تحركاته والارتقاء بها وقطع الطريق أمام محاولات النظام لاستنزافها وتهرئتها واللعب على عامل الوقت وبث روح اليأس والملل. وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بالخطوات الضرورية التالية:

- تشكيل لجان في المعاهد لتنظيم التحركات وتنسيقها، لتكون هذه اللجان نواة لإنشاء نقابة تلمذيّة مستقلة تدافع عن حقوق التلاميذ وتعبّر عن وجهة نظرهم وتأطّر نضالاتهم

- فرض حق التجمّع في المعاهد وحق التلاميذ في التعبير عن مشاغلهم وأرائهم ليكون ذلك وسيلة لتطوير الوعي ومناقشة أشكال الاحتجاج وسُبل تنظيمها وزرع روح التضامن والتآزر والوحدة بينهم

- المبادرة بخلق ورشات تلمذيّة في المعاهد لمناقشة الظروف المادية ومطالب تحسينها، كذلك لتوضيح وجهة نظر التلاميذ في البرامج التربوية

- تنظيم تجمعات مشتركة بين المعاهد في الشوارع والساحات العامة لتتحوّل إلى منابر للتنديد بالنظام الديكتاتوري ومواصلة النضال ضده

أيها الشباب التلمذي المناضل،

إنهم يحاولون إقناعنا بأننا قد حققنا كل الأهداف التي ثرنا من أجلها، ويطلبون منا الآن العودة للعمل والدراسة ليتسنّى لهم إعادة ترتيب بيتهم واستعادة أنفاسهم وذلك لتعود فيما بعد أجهزتهم القمعية للعمل وكتم أي صوت سيرتفع ضد سياساتهم وبرامجهم.

إنهم يتحيّنون الفرصة التي ستخفت فيها حركتنا الاحتجاجية لينقضّوا على الثورة وينسفوا كل المكاسب التي حققتها، وإنهم يطلقون آلة دعايتهم الإعلامية لعزل المنتفضين عن بقية الجمهور وتصويرهم كفئة صغيرة تبث الفوضى.

علينا جميعا أن نتصدى لمؤامراتهم بمزيد تطوير نضالاتنا وتجذيرها وتنويع أشكالها لضمان ديمومتها واستمرارها من أجل اقتلاع آخر معاقل الديكتاتورية والتصدي لكل محاولات الالتفاف مهما كان مأتاها أو شكلها

عاشت الحركة التلمذية جزء لا يتجزأ من حركة جماهير شعبنا في سبيل الحرية والانعتاق الاجتماعي

من اجل حقنا المشروع في المساهمة في ادارة المعاهد

من أجل حقنا في التعبير والتنظيم المستقل

من أجل توحيد نضالاتنا مع بقية القطاعات وتحقيق أهدافنا الموحدة

من اجل تعليم ديمقراطي شعبي ومجاني

مناضلون يساريون_ تونس

ليست هناك تعليقات: